عشرات الآلاف يتظاهرون في مسيرة حزب بوديموس اليساري في إسبانيا 

 31 يناير/ كانون الثاني 2015

 

خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة دعا إليها حزب بوديموس الاسباني اليساري اعتراضا على إجراءات التقشف المالي في البلاد.

وردد المحتجون شعارات: "نعم نستطيع"، و"تك تاك، تك تاك"، التي تعبر عن صوت عقارب الساعة، والتي ترمز إلى ساعة التغيير في نظرهم.
ورفع العديد منهم أعلام اليونان، تضامان مع حزب سيريزا الفائز بالانتخابات هناك، وأعلام الجمهورية، التي تعود إلى الحرب الأهلية عام 1936، ولافتات كتب عليها: "التغيير الآن".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتظاهرة، أنطونيا فرناديز، 69 عاما، قولها: "لقد سئم الشعب من الطبقة السياسية".
وتعيش فرناديز مع زوجها بمعاش مشترك قيمته 700 دولار شهريا، وقالت إنها تعودت التصويت للحزب الاشتراكي، ولكنها فقدت الثقة فيه، بسبب سياسة التقشف.
وتفيد بعض استطلاعات الرأي بتقدم حزب بوديموس الذي أسس منذ أقل من سنة قبل الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في نهاية هذا العام.
وقد وعد الحزب بشطب بعض الديون المستحقة على إسبانيا إذا مافاز في الانتخابات.

موقف واضح

وعبر العديد من الإسبان عن سخطهم على تقارير بشأن الفساد السياسي وسياسة تقليص النفقات الذي فرضتها حكومة حزب الشعب وحكومة الاشتراكيين قبلها.
ويصف الحزبان التقليديان بوديموس، الذي تأسس منذ أقل من عام، ويعني اسمه "نستطيع"، بأنه حزب شعبوي.
ويقول مراسل بي بي سي في مدريد، توم باريج، إن بوديموس يزداد قوة منذ دخوله الانتخابات الأوروبية في مايو/ أيار الماضي، ويعبر بوضوح عن معارضته لسياسة التقشف والفساد.
ويضيف مراسلنا أن بوديموس قريب في توجهاته من سيريزا اليوناني.
ويهدف بوديموس، من خلال تجميع أنصاره في ميدان بويرتا دلسول، إلى توجيه رسالة إلى الأحزاب التقليدية، على مرأى من بقية أوروبا.
ونبه رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، الإسباني الى مغبة السير خلف الحزب الجديد، واعتبره مجازفة خطيرة، لأنه برأيه "يبيع أحلاما"، ولكنه "ليس بمقدوره تحقيق وعوده".
وانتقدت صحف يمينية ويسارية حزب بوديموس، واتهمته بالارتباط بقادة الحزب اليساري الحاكم في فنزويلا، واتهمت كبار المسؤولين في الحزب بالاحتيال المالي.
ورد المسؤولون في الحزب بأنهم مستعدون لنشر تقاريرهم المالية.
وقال بابلو إيغليسياس، الأمين العام للحزب: "لا نملك إلا أن نبتسم أمام حقدهم".
وقد خرجت إسبانيا رسميا من حالة الكساد، ولكن البطالة لا تزال تمس 1 من كل 4 عمال.
وسجلت البلاد العام الماضي أول نمو لها منذ 2008، عندما انفجرت أزمة عقاريات، أفقدت الملايين عملهم، ودفعت بالبلاد إلى طلب الإعانة المالية.