[أحدث الأخبار][6]

اشغال الندوة
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الحزب الشيوعي الفرنسي
الحزب اليساري الألماني
الشيوعي اللبناني
بوديموس
حزب العمال التونسي
حزب العمل البلجيكي
حزب الوطد

الشهيد جورج حاوي

جورج حاوي (1938 - 21 حزيران / يونيو 2005)
  تولى منصب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ورئيس للمجلس الوطني للحزب كما أنه كان نائب رئيس المجلس الرئاسي للحركة الوطنية اللبنانية.


سيرة حياته

 





ولد في بتغرين في المتن الشمالي شرق بيروت. والده أنيس حاوي، والدته نور نوفل. متزوج من الدكتورة سوسي مادايان ابنة ارتين مادايان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني في مطلع العشرينات. في بداية حياته تأثر بأفكار أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل أن ينتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني في 1 كانون الثاني / ديسمبر 1955. اتبع دورة داخلية على الصعيد الحزبي في لبنان, وكان من أبرز أساتذته نقولا الشاوي وحسن قريطم ويوسف فيصل وأرتين مادويان. كان أحد قادة الاتحاد الطلابي العام في اواخر الخمسينات وقد شارك في كل التحركات الجماهيرية والمظاهرات والإضرابات وكان يقود معظمها بعد انتخابه كعضو في قيادة الإتحاد الطلابي عام 1957. وكان لفترة طويلة مسؤولاً للجنة العمالية ـ النقابية. سجن عام 1964 لمدة 14 يوماً لدوره في إضراب عمال الريجي مع رفيقه جورج البطل وبعض قادة نقابة عمال الريجي. ثم اعتقل مع آخرين من قادة الأحزاب والقوى الوطنية اثر مظاهرة 23 نيسان / أبريل 1969 الشهيرة تأييداً للمقاومة الفلسطينية، كما اعتقل عام 1970 بتهمة التعرض للجيش.
انتخب اواخر العام 1964 عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني وكان اصغر اعضائها سناً. كما انتخب في عام 1968 كعضو في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ثم انتخب اميناً عاماً مساعداً في اواسط السبعينات ثم أميناً عاماً للحزب في عام 1979 وأعيد انتخابه في عامي 1987 و1992 قبل أن يقدم استقالته عام 1993.
انتخب رئيساً للمجلس الوطني للحزب في العام 1999. واستقال منه اواخر العام 2000 وكان أحد ابرز قادة الحركة الوطنية إلى جانب الزعيم الراحل كمال جنبلاط. وانتخب نائباً لرئيس المجلس السياسي للحركة الوطنية. وفي مواجهة احتلال الجيش الإسرائيلي لبيروت صيف العام 1982 اعلن مع محسن إبراهيم الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. اغتيل بتفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وطى المصيطبة في بيروت بتاريخ 21 يونيو 2005.

مبادراته السياسية

 


أطلق عام 1991 مبادرته الشهيرة للمصالحة الوطنية عبر زيارات لكافة الأقطاب السياسية آنذاك وكان أبرز هذه الزيارات الزيارة التي قام بها لسمير جعجع في غدراس. وعمل بعد ذلك بتصميم على إقامة مؤتمر وطني للحوار فكانت له زيارات لمختلف المرجعيات الدينية والسياسية.
كانت آخر مبادراته السياسية في نيسان / أبريل 2004 وهي إطلاق حركة سياسية جديدة تحت اسم "التجمع اليساري للاستقلال والتقدم".
أسس مؤخرا ما يعرف بالتجمع الاستشاري الوطني المدعوم من قبل الساسة المسيحيين المحافظين أمثال أمين الجميل ونائله معوض، وذلك بهدف الضغط على الرئيس إميل لحود لتناول بعض القضايا مثل العلاقات الثنائية اللبنانية السورية. عرف بمعارضته لسياسات الحكومة اللبنانية وبعض سياسات سوريا لكنه عرف بخطاب معتدل يدعو لإيجاد مرحلة جديدة من الاحترام المتبادل بين البلدين.
..............


جنازة مهيبة
<<شعب اليسار>> يشيّع حاوي

عن "السفير" - ودع جمهور الشيوعيين واليسار والحركة الوطنية جورج حاوي أمس، في مأتم شعبي كبير سار بجثمانه من أمام مستشفى الجامعة الاميركية إلى وسط بيروت، حيث أقيم له قداس بحضور <<الشخصيات السياسية>> ومشاركة أصدقاء عرب وأجانب للحزب الشيوعي ولحاوي، قبل أن يتولى رفاقه نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بتغرين في المتن الشمالي حيث ووري في الثرى.
وإذا كان اللبنانيون جميعا غير واثقين من أن حاوي هو آخر الشهداء في زمن الموت المتنقل، فإن الجهات الأمنية الرسمية سجلت أمس خرقا أوليا لستار المجهول حول الجرائم المرتكبة، ويبدو أن ما كشفته لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من معطيات تطابق ما سبق أن توصلت إليه الأجهزة الأمنية اللبنانية، قد شجع الأخيرة على المضي في بعض التحقيقات الجارية في جريمتي اغتيال حاوي وقبله الزميل سمير قصير. حيث وزعت قوى الأمن الداخلي معلومات وصورا لمشتبه به ولسيارات يعتقد أنها على صلة بالجريمة.

- - - - - - - -

محطة أخيرة 

 

ساطع نور الدين 

 كانت جنازة الراحل الكبير جورج حاوي أمس مقياسا لما تبقى من عصبية الشيوعيين واليساريين وسط العصبيات الطائفية الطاغية، ولما يمكن ان يبقى من تلك الظاهرة الاستثنائية الفريدة في تاريخ لبنان الحديث.
لم تعد الفكرة جذابة، ولم يعد المشروع صالحا. المضمون الوحيد الذي يمكن ان يظل جامعا لتلك الشريحة من اللبنانيين هو فقط الكفر او الإلحاد الذي كان وسيظل يتخذ في البيئة اللبنانية الشكل الوحيد للحداثة، والمعبر الإلزامي من النظام الطائفي الى نظام عصري طال انتظاره، مهما قيل عن حلول سحرية تحقق بعض الفصل بين الدين وبين الدولة.
لم يكن الشيوعيون واليساريون يفصحون غالبا عن ذلك المضمون الجوهري، ويتجنبون على الدوام الترويج لمقولة <<الدين افيون الشعوب>>، لكي لا يظهروا أنهم مجموعة من الحشاشين او الحالمين بوطن وهمي، كانوا وما زالوا في سرهم يعتبرون ان قيامته الوحيدة هي بالعلمنة التامة والشاملة والكاملة، والتعصب لها بقدر ما يتعصب المتدينون لأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم وربما اكثر.
كانت الجنازة اختبارا لذلك التيار الذي مس لبنان منذ مطلع القرن الماضي، لكنه ظل حتى اليوم خارج الطبيعة اللبنانية، يعبّر عن حالة من التمرد على الهوية الطائفية المهينة لأي عاقل، ولأي راغب في الامن والاستقرار والازدهار في وطن التعدد والتنوع الذي ليس له مثيل في العالم كله.. ويعكس في المقابل عبقرية النظام اللبناني الذي اتاح له الظهور والبقاء والاستمرار لكنه لم يتح له الاقتراب من السلطة او المشاركة بها.
كانت الجنازة امتحانا لشرعية تلك الطائفة الفائضة التي سلمت منذ زمن بعيد بعدم قدرتها على قلب النظام اللبناني الذي ثبت أنه اقوى الانظمة العربية، وربما اقوى انظمة العالم الثالث، لكنها كافحت من دون جدوى من أجل الاعتراف بها، او على الاقل بأن حجم هزيمتها في الحرب الاهلية وما تلاها لا يزيد على هزائم بقية الطوائف اللبنانية.
لكن الحشد الشيوعي واليساري أمس لم يكن يعبّر عن هول الجريمة، ولم يكن ينافس الحشود الطائفية الضخمة التي خرجت في الاشهر القليلة الماضية، ولم يكن يذكر بما كانت تشهده السنوات السابقة للحرب الاهلية او سنوات الحرب نفسها من جنازات وتظاهرات ومهرجانات شيوعية ويسارية حاشدة.. ربما لأن التحدي لم يكن مع النظام الطائفي، وربما لأن الراحل كان يسعى في أعوامه الاخيرة الى المصالحة الشيوعية واليسارية مع ذلك النظام.
لكنهم كانوا كثرا أمس، يقدمون دليلا نادرا على الصحة العقلية للمجتمع اللبناني.. برغم انهم كانوا يسيرون في جنازة، يشيّعون انفسهم الى مثواهم الاخير، ويتولون بأنفسهم مراسم دفن فصل من تاريخ لبنان الحديث، ظلوا طوال اكثر من ثمانين عاما يحاولون تزيينه بأبهى الصور.
 - - - - - - - - - - - -

عند حافة القبر 

 

إبراهيم الأمين 
 

 لا إقفال تاماً، ولا تعطيل، لا حشود ولا جمهور ينتفض خارج أطره الضيقة، تماماً، كما شيع سمير قصير، وحيداً إلا من رفاق لا مكان لهم بعد وسط الغابة الطائفية، هكذا حصل مع جورج حاوي امس.
فقط، <<العائلة الشيوعية>>، التي تعود شجرتها الى بداية القرن الماضي، أتت بأفرعها وأفخاذها المتنوعة، حملت صوره أبرز رموزها المعاصرين وتذكرت صوته، وألقت بزهرة بيضاء أو حمراء وعاد كل الى منزله، يحمل حنيناً الى شيء عظيم مضى، ويحمل متراسه الذي يقيه شر ظلم ذوي القربى.
أقطاب <<البريستول>>، الذين تنادوا طوال أيام وليال ماضية الى توجيه الادانة والاستثمار المباشر للجريمة، لم يحضروا إلا بياقاتهم المرتبة كما تفترض <<كاميرا الواقع>> التي باتت مثل ظلهم، لا يعرفون الخروج من دونها، ولا يدخلون مكاناً لا تصل إليه تلك الآلة السحرية، التي تجمل وجوههم، وتجعلها حاضرة في كل بيت ومكان.. لكن خارج الكادر، لا وجود لهؤلاء، ولا لأحد من صحبهم. وقلة فقط، من اليساريين الذين عرفوا جورج حاوي، رفيقاً أو صديقاً أو خصماً، كانوا تحت شمسه خارجاً، وكان الهمس يضيق بصورهم القابضة على سر النفور من حشد الطائفيين المحتلين الصفوف الامامية، حيث الكادر الذي يحيط بكل شيء، كما يحيط بالشهداء.
ليس في العزاء سجال، وليس في الموت مكابرة، وليس في الحزن سوى الصمت والبكاء، والوجوه تراقب بعضها، تتعرف على نفسها من جديد، هذا هو حال <<العائلة الشيوعية>>، التي باتت مثل كبارنا، لا نعرف اللقاء، إلا عند حافة القبر!
- - - - - - - - -

لعلّ مأتمك يؤجل مآتمنا 




 

حسين أيوب 

شيّعناك. شيّعنا أنفسنا. مشينا في جنازاتنا. صدّقنا لم تعن لنا شيئا دعوة هذا أو ذاك. جئناك طوعا يا <<أبا أنيس>>. جئناك لعلّ مأتمك يؤجل مآتمنا. كنا طيلة الوقت، نقيس الجنازة. عيوننا صارت عدادات للأرقام والأعلام والوجوه. هل نخذلك أو بالاحرى نخذل أنفسنا؟ لقد شعرنا بانتصار ما. بفرح ما. عذرا، لم نحزن، لعلك ستفرح لفرحنا، للأحمر، لشوارع بيروت، للصنائع وبسترس ومحطة أيوب و<<البلد>> مربط مواعيدك الأخيرة.
هزّني كثيرا مشهد مرافقيك الأوائل، يجتمعون من حول موكبك. بكر أتى من عرسال ومحمود من عيترون. الشفيع. ادهم. مأمون. مصطفى. فؤاد. رضا. انطون. نايا وكثيرون. نظلمك اذا قلنا ان من رافقوك، بالأمس، هم شيوعيون وحسب. يساريون وحسب. كانوا اكثر من ذلك. كانوا اكبر وأجمل. كانوا يشبهونك كما لم تشبه احدا من قبل، إلا <<أبو أنيس>> وحده. هم الذين لا ينتمون الى طائفة أو مذهب أو حزب أو منطقة. هم الخائفون الذين لا سقوف طائفية تحميهم. الذين لا يفصلون السيادة عن التغيير.
بالأمس، احتار رفاقك. كيف يقتلون صمت الجنازة؟ أين هو اليسار الذي كان يصدّر الشعارات والرديات والأغاني والقصائد الجميلة؟ أهو مأتمك يخطف أصواتنا، أم هو صمت الذين حوّلوا اليسار محفلا ماسونيا مغلقا؟ الجواب متروك لك.
تشييع <<أبو أنيس>> يعكس صورة اليسار وأكثر. صورة الخائفين والحالمين، صورة الشيوخ المناضلين والفتيان المتعطشين.
لكأنك كنت تريد هكذا رحلة أخيرة. ففي حياتك، كنت مثيرا للجدل. وفي استشهادك، كنت المشهد. الحكاية. الدمعة. الأغنية. الحنين. أما المستقبل، فله صورته المفترضة، لكن من يملأ الفراغ؟ من يوحد اليسار؟
- - - - - - - - -

بعض الوفاء لجورج حاوي 


 

غسان ناصر 
 


هكذا كان جورج مع الحزب: قريباً على بعد، بعيداً على قرب. الثابت عنده كان شيوعيته حتى عندما قرر ان <<يستعيد حريته>>. وحتى عندما انتقد الحزب بحق احياناً، ومن دون حق في احيان اخرى. ثم يعيد الكرة ويرى صورته فيه، كما يرى نفسه في صورته، في وعيه او لا وعيه او في الاثنين معاً.
هذا التناقض هو احد اوجه شخصيته الغنية ومواهبه المتعددة. كأنه لا يطيق الجمود ولا يتحمل الفراغ. اختلفت معه وكان اهلاً للاختلاف. أما الكثيرون غيره فلا تستطيع ان تختلف معهم او تتفق، لانك على غير ثقة من انهم مقتنعون بما يقولونه. ينقلون آراء غيرهم، ولا رأي لهم.
ان مسيرة الحزب الشيوعي اللبناني هي مسيرة دراماتيكية بامتياز: فرج الله الحلو يجبر على تقديم <<نقد ذاتي>> مفتعل ثم يتضح انه كان على صواب ويستشهد. حسين مروة ومهدي عامل يغتالهما من ادعى التمسك بتراثنا في حين انهما عملا على ابراز الجانب التقدمي فيه. جورج حاوي <<ترك>> ولكنهم لم يتركوه. شيوعي وقائد لمقاومة وطنية؟
كثيرون من الذين <<تركوا>> يفكرون اليوم آخذين العبرة من حياة <<أبو انيس>> ومصيره: هل نترك تاريخنا وانتماءنا وهويتنا؟ اذا شئنا التعداد فإن هؤلاء يعدون بالمئات (بالالوف؟). ولست سوى واحد منهم. نعم العودة الى حزب يجسد نضالات الشعب والوطن. بكل ما فيه ولكن بهدف السير به الى امام. لا يستسلم للجمود الفكري ولكنه يأبى لنفسه ان يكون ناديا بدون هوية. لا يقبل بالبيروقراطية ولكنه يجد في المركزية الديموقراطية>> واسطة العقد بينها وبين الانفلات، تمارس هيئاته استقلاليتها والتزامها بالبرنامج وقواعد التنظيم ولكنها ترفض ان يتحول الحزب الى كونفدرالية هيئات محلية وقطاعية.
هل يفتتح الحزب دورة باسم الشهيد مخصصة لكي يعيد الى صفوفه المخلصين الذين تركوه لكي يتابعوا فيه ومعه النضال في سبيل تلك المبادئ التي استشهد من اجلها المئات من اعضائه في الكفاح من اجل تحرير الأرض والانسان. ليقدموا طلبات اعادة انتساب؟.
لعل في ذلك تكريما لذكرى العزيز جورج.
- - - - - - - - -  - - - -

جورج حاوي (Zabata القرن العشرين) 

 

مصطفى الأسير  

جورج حاوي الصديق والرفيق، جورج حاوي القائد الشيوعي المنفتح، جورج حاوي الماركسي الانسان.
لقد فهم جورج حاوي الماركسية على انها نظرية علمية حاولت تفسير حركة المجتمعات البشرية باتجاه سعادة الانسان في الحرية والعدالة والمساواة، وليس في انسحاق الفرد في المجموع ولا بهيمنة المجموع على حقوق الفرد ولا بحصر حق التفكير والقيادة للنخبة وحدها، وإنما فهم الماركسية بأنها ميزان عقلي فطري عند العامل والفلاح وبسطاء الناس في اي بقعة من بقاع الارض تجعله إذا ما تثقف بها ببساطة ان يكون بمقدوره ان يزن الحق من الباطل في اي موضوع من الموضوعات على الصعيد الوطني او الطبقي او الاممي.
فكان ديموقراطياً بسليقته ووطنياً صميماً في انتمائه لأرضه وبيئته وإنسانيا في امميته.
فكان جذرياً في مبدئياته مع ميل مفرط نحو الحوار والاقناع او الاقتناع.
فدفع ثمن ما كان يعتقده صوابا في استقلالية الأحزاب الشيوعية على الصعيد الوطني مع احترام مسيرتها الاممية، وذلك في زمن الانتصارات الكبرى للاتحاد السوفياتي في اواسط الستينات، فكان ان طرده حزبه ونفي الى بلجيكا حيث اضطر الى ان يحمل إعلاناً يمشي به بين الناس ليتقاضى أجراً يقتات به في منفاه.
ودفع الثمن مرة أخرى على مبدئيته في الاندفاع نحو الوحدة الوطنية بعد انتهاء الحرب الأهلية وطيّ صفحتها فكانت دعوته الى مهرجان انطلياس عام 1991.
ثم دفع الثمن ثالثاً عندما نأى بحزبه الشيوعي من ان يكون ملحقاً بجهاز من اجهزة المخابرات فاستبعد من جهة ولاة الحكم بعد الطائف وهو واحد من ألمع الوجوه التي جاءت بلبنان ما بعد الطائف.
وأذا نسيت فلا انسى موقفا كنت الى جانبه عام 1960 وهو يقود مظاهرة ضد حصار كوبا عندما وصلنا الى البسطا الفوقا حيث جابهتنا قوة من الشرطة والدرك، واذا به يجابه الجمعة من العسكر وكأنه مارد من نار يقتحم هجمة الحراب المجمرة حتى إذا ما هدأت العاصفة سرعان ما تشعر بالدفء الموشح بعطر الحنان ينساب من كلماته.
تراه مسكوناً بأن يبقى مجابها كل شيء غلط وأن عليه ان يستمر بدفع أثمان مجابهته لهذا الغلط حيثما كان.
وإن قدره أن يستمر في دفع أثمان في مواجهة الخطأ.
إنه بحق (Zabata القرن العشرين).
- - - - - - - - -

جورج حاوي والبراغماتية السياسية 

 

عمر مسقاوي 

اغتيال المناضل جورج حاوي احد اعمدة الحركة الوطنية منذ السبعينيات، مؤشر لاستمرار بذور الشر التي عصفت بالبلاد فأورثت الحرب العبثية التي نصبت لتعزل المواجهة الحقيقية للخطر الإسرائيلي الذي بدأ يتخذ أبعاده انطلاقا من احتلال بيروت، أول عاصمة عربية، الى انتشار العصر الإسرائيلي في جميع العواصم العربية والضغط المتنامي على حصانة دمشق.
لقد تعرفت الى جورج حاوي حينما جاء الى طرابلس ليرتب لائحة تشمل مرشح الحزب الشيوعي نقولا الشاوي في انتخابات 72 او 68 وقد زارني في المنزل مع بعض الاصدقاء والاقرباء عساه يقنعني لاعتبارات تتعلق بجغرافيا الاحياء في طرابلس بالدخول معه في هذا الترتيب.
كانت زيارته مجرد محاولة يعلم مسبقا عدم جدواها لكنها أكسبتني ما هو اكثر فائدة لي حينما وجدت فيه المحاور الذي يوشك ان يهزم اعتذاري عن الدخول في هذا المعترك.
لقد كان ايديولوجيا في عنوانه لكن مفردات خطابه احتوت كل براغماتية في المصطلحات والتعابير طالما هي تخدم الهدف والغاية في مشروعه.
ومن هنا كان دوره الذي تصاعد مع الحركة الوطنية في ما بعد يضيف الى حركتها فاعلية المرور بين حواجز التعارضات القائمة كما تضيف اليه هذه الحواجز خبرة في عمق المشكلة الاساسية التي تحرك الخيوط مجتمعة في مسار الاحداث. وحينما وضعت الحرب اوزارها استطاع ان يمنح الذاكرة الوطنية تجربة تقي مصارع الخطأ في رحلة المستقبل.
كانت يساريته قد خرجت من قيودها الايديولوجية وبات يتحدث بلغة الواقع القائم حينما اضحت الايديولوجية حكرا على النموذج الصهيوني كأحد انجازات القرن التاسع عشر والروح القومية الالمانية في ثقافتها وقد اختلطت مع الشمولية الاستعمارية لعصر الانوار قبل ان تتولاها العولمة الاستعمارية والنقدية.
وهكذا غدت اليسارية خارج الطوق ومنذ حركة باريس 68 مفتحة الابواب لحركة نقدية تجلت في كتابات زميله اليساري سمير قصير في سائر معاييرها في تخلف العالم العربي امام الحضور الإسرائيلي. هكذا استطاع جورج حاوي وهو في اعتزاله السياسي ان يكون مرجعا لبرغماتية اشار اليها وليد جنبلاط في حديثه التلفزيوني حين كان يتحدث عن اهمية انتخاب رئيس الجمهورية في المجلس الذي انتهت مدته، وقد نصحه بذلك جورج حاوي ليخرج من مأزق قد تخرج به الانتخابات القادمة.
هكذا نحن اليوم في مسلسل اغتيالات بدأت تهدم وتبدد خلف ما اعطت نتائج انتخابات تميزت بتجميع اصطفافي نحو فكرة التغيير.
هذا التجمع الاصطفافي يحتاج رصفه الى خيط المعماري الذي يقيس انتظامه في مشروع البناء الذي هو فكرة سابقة على أية مبادرة اصطفافية او تضامنية تحت شعار المعارضة.
ان الانتصار العددي في تحالف تيار الرئيس الحريري والتقدمي الجنبلاطي وقرنة شهوان والقوات... الخ، والذي يجمعه 14 آذار، قد ارتبط في مداه مع 8 آذار وحدة جمعها البيان السياسي الذي القته على جموع الشباب الطالع السيدة بهية الحريري ووجد صداه في كل موقع سواء في البريستول او عين التينة.
ان هذا البيان السياسي يحمل عمق الروح في مداها الوطني ومساحة الرؤية في افقها المستقبلي. فالمعارضة لم تعد سوى معارضة واقع مترهل في نظام سياسي وأمني أدى الى مسلسل الاغتيال السياسي حين تعاظم مداه حتى وصل الى اغتيال الشهيد رفيق الحريري وبات المسلسل يتخذ طريقه في غياب الصيغة الوطنية الحاسمة.
هذا النظام المترهل سياسيا وأمنيا هو اولا وقبل كل شيء ترهل مؤسسي له بعدان:
البعد الأول: قضاء تحقيق في مسؤولية الاشخاص وهو أمر يستقل به القضاء في النهاية في معاقبة المجرم.
البعد الثاني: ترهل منهجي يتصل بضعف المؤسسات وهذه مسؤولية وطنية وسياسية تتصل بعمق الخيار السياسي.
ان انتخابات الأمس التي حملت مفهوم التغيير لا بد ان تتخذ من هذين البعدين مسارا يتفوق على خصومات الامس. ومعنى هذا ألا يتكئ الموقف السياسي المعارض على البعد القضائي حين يعجز اداؤه عن البعد الثاني فكرا وارادة.
فحينما تنصرف السياسة الى الاتهام التصنيفي تفقد منطقها التحليلي الذي هو الاساس في المسار النقدي الذي يفجر منابع جديدة في جدب الحياة السياسية التي انتهت الى اغتيال الرئيس الحريري.
فالمعارضة لا بد ان تنصرف الى معارضة المشهد القائم في الدولة قبل اشخاصه وذلك بقلب الصفحة كما يقلب الفلاح رتابة حقله.
ومن هنا لا بد ان تتحدد السياسة الجديدة في مفهوم تجميعي اصطفافي انما في إطار مشروع البناء الذي يصلح كل حجر في ارض الوطن يتميز بقوة ثباته.
فحكمة السيد المسيح <<من كان منكم بغير خطيئة فليرجمها بحجر>>، تجد معناها هنا.
فالسياسة في النهاية مجموعة قوى لها قواعدها وبرامجها وقد تميزت التحالفات السياسية بهذه القوى فجمعت بالجبل القوات اللبنانية وحزب الله والتقدمي الاشتراكي كما في الجنوب جمعت حزب الله وأمل وفي الشمال كان التفويض كاملا لزعامة سعد الحريري في اختيار من تحالف معهم من القوات اللبنانية.
هذه الأكثرية لا بد ان تحمل مسؤولية الحكم لتقدم الحساب في النهاية.
ومن هنا فالاختلاف بينها حول ما افضت به هذه التحالفات وبالخصوص رئاسة المجلس وسواها يفتح باب الجدل الذي يبدد مسيرة وضعت مصيرها السياسي في تجربة قادمة.
من هنا تبدو البراغماتية إحياء لذكرى استشهاد جورج حاوي اساسا عمليا لسلامة المسار حتى لا تصبح الجهود التي حملت عبء اجتماع البريستول وسواها كصخرة سيزيف ما ان تصل الى القمة حتى تنهزم الى الصفر.
هكذا يبدو مسلسل الاغتيالات هو المنحدر الذي يدحرج الاقدام وهي تجهد في الصعود الى القمة.
ومن هنا اضحى اغتيال جورج حاوي خسارة للمتعاملين في تعقيدات السياسة اللبنانية. لقد كان مرجع تجربة كما قال جنبلاط لغد مليء بالأشواك.
- - - - - - - - - -

اغتيال حاوي أسقط الأمان عن رأسنا جميعاً 

 



 

مصطفى كركوتي 

اغتيال السياسي الفذ والمناضل الكبير جورج حاوي طال الجميع وليس اللبنانيين فحسب. طال كل الأحرار والديموقراطيين بغض النظر عن موقعهم الاجتماعي أو السياسي، بل طال كل البسطاء في عالم العرب البائس المتعطشين لضمان العيش الكريم وحتى الحد الأدنى من السترة. اغتيال حاوي المعلم المحب والملهم الودود مسألة لا تهم لبنان واللبنانيين فحسب، بل تهم كل الدول العربية والعرب ومحبي الحرية في كل مكان، وهي إن لم تكن كذلك.. فيا للبؤس والعار.
باغتيال هذا الزعيم الفذ لم يسقط الأمان عن رأس اللبنانيين فحسب، بل عن رأس جميع العرب المهتمين بقضية التحرر والحرية والديموقراطية في المشرق والمغرب والخليج وأفريقيا، بل عن رأس عرب المهجر في الشرق والغرب في آن. أنا الساكن في مهجري اللندني، لاذقي المولد، بيروتي النشأة الشبابية، لم أشعر قط بعمق ما شعرت به من ذعر عندما وقع نبأ اغتيال حاوي على الرؤوس إلا مرة واحدة من قبل، وهي عند الغزو العراقي للكويت في الثاني من آب عام 1990 بقرار صدام حسين غير المسبوق بحماقته.
أمر طبيعي أن ينتشر الذعر بين صفوف الأحرار لأن حاوي كان من نوع الرجال الذين يشكلون في التاريخ لشعوبهم، بوصلة الأمان. ولأنه كذلك من الطبيعي إذاً أن ينتشر الذعر وُيلغى الاطمئنان وتضطرب النفوس ويزداد القلق على المستقبل. إنه الزعيم الراجح والمفكر المتزن الذي يدرك مهنة صعبة للغاية ندر مثله في العالم العربي، وهي مهنة وضع مداميك متينة وعملية للمشروع الوطني الجاذب للأغلبية. وهذه مهنة غالبا ما يفشل السياسيون العرب بشتى انتماءاتهم الفكرية والإيديولوجية في إتقانها.
دوره في هندسة الحركة الجماهيرية في لبنان كي تبقى داخل الإطار الوطني بمسحة تقدمية وتوجه عروبي كان واضحا للجميع. إنه كان يأمل أن ينجح هذا المشروع في لبنان لأنه يدرك جيدا أن تردداته ستنتشر في المنطقة مثل تردد دوائر الماء. والأهم من ذلك هو أن حاوي كان يعرف مثل بعض من معاصريه أن هذا هو شأن لبنان وقدره، في أن يكون بوتقة اختبار لما سيكون عليه شكل العالم العربي في ما يلي من أيام وأسابيع.
هكذا كان لبنان دائما منذ سنوات الاستقلال قبل ستة عقود، إما مركزا لصراع الأفكار أو مركزا لتصديرها إلى المحيط العربي القريب والبعيد منه. بل كان في بعض المراحل مركزا لصراع الأفكار وتصديرها في آن. هكذا كان في عقود خمسينات وستينات وسبعينات وسنوات الحرب الأهلية في القرن الماضي. التظاهرات التي انتظمت في وسط بيروت على مدى الأشهر الأربعة الفائتة بشعاراتها المختلفة عكست مزاج الشارع العربي بشكل عام، وكانت بمثابة بوتقة انصهرت في داخلها حركة الأفكار المطروحة حاليا في هذا الشارع بشأن ولادة المستقبل العسير. حتى المواطن العربي العادي كان ولا يزال يتطلع نحو لبنان لأنه يجد فيه ما هو مفقود في بيئته المحلية.
جورج حاوي كان يدرك جيدا ديناميكية هذه الحركة، المحلية الطابع ولكن الإقليمية الأهداف، وبهذا المعنى فإن قتله البشع والمدان لامس أحاسيس الحالمين بمستقبل عربي خال من الاستبداد تسوده الحرية والديموقراطية الوطنية.

- - - - - - - - - -

من قتل جورج حاوي؟ 

 

بلال شراره 

أخيرا قتل جورج حاوي
بل أخيرا استشهد جورج حاوي
أخيرا مات جورج حاوي كما يجب أن يموت، انفجرت روحه ومات مشتعلا كأي علم.
لو ان جورج حاوي مات موتا عاديا، لو انه أغمض عينيه على حلم او كابوس، لو أنه تثاقل في مشيته، لو انه تهدج صوته، لو انه أغلق فراشه على نفسه وانطفأ لما صدقنا أنه جورج حاوي.
جورج حاوي مثل كل من سلك طرقات القضايا المفخخة في هذا الشرق لا يمكنه أن يموت موتا عاديا، أو ان ينتهي الى نهاية عادية.
لأنه، لو تجرأت فرنسا وأذاعت تقريرا أن الرئيس ياسر عرفات لم يستشهد مسموما لما كنا سنصدق، ونحن أساسا لا نصدق فرنسا، حتى ولو قالت إن اللبن أبيض.
ونقول ذلك لأن الجيل السياسي الذي عايش مرحلة شعار حرب الشعب والكفاح المسلح في موقع القيادة، أو في موقع العمليات، في المكاتب او الكمائن الذي كان يمسك بين أصابعه القلم او الذي كانت اصابعه تحتضن <<البندقية التشيكية>> او <<السيمينوف>> أو تحتضن بدفء قاذف <<البي سبعة>> كل ذلك الجيل لا يمكن له ان يموت موتا عاديا.
ففي وسط صراخ الانفجارات والرصاص استشهد أبو جهاد وأبو أياد كما استشهد أبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي. اصطادت أرواحهم القوارض المعدنية بين الزهرة والنحلة في حقول فلسطين.
كان طبيعيا أن يسلك جورج حاوي الطريق الى شهادته بطريقة مماثلة تقريبا، حتى بعد خروجه من المشروع التنظيمي، والمشروع السياسي للحزب الشيوعي. لأن أبا انيس لم يتمكن من الخروج من جلده كمناضل وطني وعربي وأممي ولا يستطيع إلا أن يكون مشاعا في علاقاته بكل عناوين السياسة.
يبقى من قتل جورج حاوي؟
أنا من موقع حراستي منذ ستة وثلاثين عاما على محاور المقاومة.
أنا والآخرون الذين نملك اثناء المواجهات أسماء سرية، نحن الذين ندّعي أن الحرية تحتاج الى فضاء، وأن الاحلام تحتاج الى ليل أنيق، نحن ندعي أن الذي قتل جورج حاوي هو <<إسرائيل>>.
لا أحد غير الإسرائيليين يتجرأ على القتل في وضح نهارات وفي ليل بيروت.
الإسرائيليون اغتالوا مطار بيروت.
الإسرائيليون قتلوا ابو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان.
الإسرائيليون قتلوا ابو حسن سلامه
الإسرائيليون قتلوا غسان كنفاني
الإسرائيليون قتلوا صبرا وشاتيلا
الإسرائيليون اطلقوا كرة نيرانهم على بيروت طيلة اثنين وسبعين يوما عام 1982.
ونحن المقاومين نزعم أن الإسرائيليين قتلوا الرئيس رفيق الحريري القومي العربي حتى العظم.
نحن ندعي ان الإسرائيليين يمتلكون مخططا كاملا لاغتيال لبنان، كما فلسطين.
الآن نقول إننا يجب أن نعود إلى صيغة جبهة المقاومة الوطنية، ويجب أن لا تترك المقاومة الإسلامية وحدها ويجب أن نتمسك بسلاحها من أجل لبنان ومن أجل أن نحمي ما تبقى من أسمائنا وأعلامنا وكرامتنا وأحلامنا.
- - - - - - - -

لماذا يقتلون الأخ الأصغر؟ 

 

صفوان حيدر

هنا في لبنان، هذا الوطن الصغير، يجري اغتيال الكبار الكبار، آخرهم جورج حاوي وقبله سمير قصير وقبله رفيق الحريري وقبله رشيد كرامي وقبله حسين مروة ومهدي عامل وصبحي الصالح وقبلهم كمال جنبلاط وقبله فرج الله الحلو وقبله أنطون سعادة.
لو وُلد هؤلاء الكبار في بلد عربي آخر، كبير بعطاءاته وإنجازاته ومساحته وسكانه، وناضلوا واستشهدوا فيه، كيف سيكون عليه حال ذلك البلد اليوم؟
هنا، في هذا الوطن الصغير، لبنان، يتسلق الصغار مراتب الكبار، ولو فوق ركام جثثهم، ويعيثون في الوطن فسادا وابتذالا وشرذمة وتشتتا، في كل شيء، ويصفق لهم المصفقون والمرندحون بالميجانا والزجل والزغاريد.
هنا، في لبنان، يجعلون من الحبة قبة، ويلصقون بجدران تلك القبة بسملات المديح والإطناب. ويهدمون القبب الشامخة ويحولون أفكارها وإنجازاتها الى حبات تراب. لقد اغتالوا في لبنان مناراته الشامخة، وقوّضوا أركان الإصلاح وأصحاب العطاء والفكر المتنور والبناء، بينما هذا الوطن العربي الكبير غارق في سفاسف التنميط والامتثال والابتذال وغارق في عماء الولاء لكل سالف مندثر أو ثابت متحجر لا حياة فيه، ولكل انحطاط لا قدرة فيه على تحدي متطلبات المستقبل الآتي. هل هو قدر لبنان، الصغير بمساحته وبعدد سكانه، أن يتحمل عبء الأحلام المجهضة والمهام المغدورة لهذا الوطن العربي الكبير؟ هل هو قدر لبنان، الشقيق الأصغر بين أشقائه العرب الكبار، أن يتحمل كافة التضحيات وتناط به عظائم الأماني والمهمات... ولماذا تم اختيار لبنان ليكون مذبحا تقدم عليه قرابين القضايا الكبيرة؟ بينما الأشقاء الكبار غافلون أو متغافلون أو متواطئون أو متورطون في عمليات اغتيال ذلك الأخ الأصغر الشهيد؟ بعض الأشقاء الكبار يقولون إن الأخ الأصغر متمرد وخارج على قانون الإذعان والرضوخ لعماء التصحر الممتد من الخليج الى المحيط، ولذا كان العقاب بمثل هذه القسوة المتسلسلة على كبار الشهداء، فهل مطلوب من الأخ الأصغر لبنان، أن يتأدب وينحني صاغرا ومطيعا لهذا الإجرام الأعمى ولهذا التصحر ولهذه الظلامية البطشاء ولهذا التجهيل ولهذا اليباب والخراب الذي يلف الشرق الأوسط من الخليج الى المحيط؟ من يحمي هذا الأخ الأصغر الذي يفيض تنوراً وعطاءً وإصلاحاً وتطويراً من قسوة العشيرة العربية الكبرى التي تعد بمئات الملايين من الجاهلين البائسين؟ هل الحماية للأخ الأصغر ينبغي أن تأتي من الغرب المتربص بنا أجمعين؟ أم الحماية ينبغي أن تأتي من الشرق العربي النائم على حرير المجرمين فوق أكتاف الخاملين؟ لبنان يبحث عمن يحميه، فمن أين تأتيه النجدة والحماية والأمان؟ سؤال يبحث عن جواب.

السبت 25/6/2005








الكاتب "نورالدين رياضي"

نور الدين رياضي مناضل نقابي وحقوقي طرد تعسفيا من عمله بالشركة المركزية للمشروبات الغازية "كوكا كولا" بتاريخ 14/05/2007 عقب المعركة النضالية التي خاضها العمال تحت لواء المكتب النقابي الذي كان رياضي كاتبه العام من أجل المطالب الإجتماعية والحريات النقابية والدفاع الحق المشروع للعمل النقابي.، كما يمكنكم متابعتي عبر المواقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكري بِلعيد...سيرة مناضل بالدم والنار

  السيرة الذاتية للرفيق الشهيد شكري بلعيد ولد الرفيق الشهيد شكري بلعيد في 26نوفمبر 1964بجبل الجلود لعائلة عمالية كادحة .زاول دراسته با...

إبدء الكتابة للبحث ثم أنقر enter