تجربة يسارية واعدة / حزب العمل البلجيكي على طريق النجاح
ترجمة: رشيد غويلب
وفق احدث "بارومتر سياسي"، في 24 اذار الفائت، يسير حزب العمل البلجيكي قدما على طريق النجاح. فاستطلاعات الرأي المعتمدة بينت حصول الحزب في مقاطعة والونيا على 20,5 في المائة، وفي منطقة بروكسل ، حيث عاصمة البلاد، على 14,1 في المائة. و"البارومتر السياسي" هو خلاصة بيانية تنشر كل ثلاثة أشهر على أساس استطلاع للرأي التمثيلي، يقوم باجراه معهد استطلاع الراي الرائد في بلجيكا "Dedicated" بتكليف من التلفزيون البلجيكي الناطق بالفرنسية (RTBF) وصحيفة "لا ليبر بلجيك".
ان النتائج المشار اليها تعطي حزب العمل زيادة قدرها 2 في المائة في مقاطعة والونيا، التي تمثل القسم الفرنسي من بلجيكا، مقارنة باخر استطلاع اجري قيل ثلاثة اشهر، اي في كانون الأول 2016 . وهذا يعني حصول الحزب في حال اجراء الانتخابات على 12 مقعدا في البرلمان المحلي. وفي آخر انتخابات نظمت في ايار 2014 حصل الحزب على 5،5 في المائة. وبهذا يكون حزب العمل قد تقدم على الحزب الديمقراطي الاجتماعي "الحزب الاشتراكي" الذي حصل على 20,3 في المائة. وعلى اساس هذه النتائج يشغل حزب العمل الموقع الثاني، فيما يأتي حزب "حركة الاصلاح" اليميني بالموقع الأول.
وفي منطقة بروكسل متعددة اللغات حيث عاصمة البلاد، ولأول مرة بلغت الزيادة التي حصل عليها الحزب 4,5 في المائة، مقارنة بنتائج استطلاع كانون الثاني، شاغلاً بذلك الموقع الثالث بعد "حركة الاصلاح" والحزب الاشتراكي. وهذا يعني ان الحزب سيحصل على ثلاثة مقاعد في برلمان المنطقة. وبهذا يتقدم الحزب على حزب الخضر، على الرغم من تحقيق الأخير زيادة قدرها 2 في المائة. وكان حزب العمل قد حصل في الانتخابات الاخيرة في عام 2014 على 3,8 فقط. وهذ يعني ان الاصوات المؤيدة للحزب تضاعفت خلال هذه القترة 4 مرات.
وحتى في منطقة " الفلاندر" التي تختلف من حيث هيكليتها الاقتصادية ومشهدها السياسي، لوجود حركة قومية تقليدية هي الفلمنكية،حصل حزب العمل على نتائج ايجابية. لقد استطاع الحزب الحصول على 5,5 في المائة بزيادة قدرها 1,3 في المائة، بالمقارنة مع استطلاع كانون الأول 2016 . و كان الحزب قد حصل في انتخابات 2014 على 2,8 في المائة فقط. ولأول مرة يجتاز الحزب العتبة الانتخابية الـ 5 في المائة. وهذا يعني ان الحزب سيحصل على 5 مقاعد ويدخل برلمان المنطقة.
حافز كبير ومتطلبات جديدة
وقد بين بيتر ميرتنز رئيس حزب العمل في عرض مفصل أسباب هذا التطور اللافت. ان نتائج الاستطلاع تمثل"حافز ودافع لعمل 10 آلاف رفيقة ورفيق يشكلون قوام الحزب، والنتيجة هي انعكاس لعملهم في مواقع السكن والعمل". ولكن هذا يضع الحزب ايضا في مواجهة تحديات كبيرة جديدة. ونبه ميتينز الى ان الأمر يتعلق بنتائج استطلاع للرأي، وان التجارب اشرت ان استطلاعات الراي يمكن ان تكون خاطئة. فضلا عن ان هناك 18 شهرا تفصلنا عن الانتخابات المحلية المقبلة. وسنتان عن الانتخابات البرلمانية. والى ذلك الحين "سيجري الكثير الكثير من المياه تحت الجسور".
الناس تبحث عن بديل حقيقي
وظف رئيس الحزب الفرصة لطرح سلسلة من الملاحظات بشأن اسباب هذا التطور الايجابي، والتحديات الجديدة المرتبطة به، والمهام الملقاة على عاتق منظمات الحزب. وفي البداية اشار الى ان النتائج تعطي مصداقية لعمل الحزب. وان عددا متزايدا من الناس ما عاد يثق بعد الآن "بوحدة ذهنية هذا النظام"، الذي يفرض وصفات التقشف القاسية، ولكن يجمل باستمرار الاثراء المتنامي، والأزمات المالية. والكثير من الناس يبحثون عن بديل حقيقي. والناخبون يعاقبون الاحزاب المشاركة في التحالفات الحكومية، بما في ذلك الحزب الاشتراكي، الذي لا يتمتع، وفق استطلاعات الرأي اليوم بالأكثرية سواء في الحكومة الفيدرالية ام في حكومة مقاطعة والونيا. والتحالف الذي يشكل الحكومة الفيدرالية يحوز، وفق استطلاعات الرأي على 68 مقعد من اصل مجموع مقاعد البرلمان البالغة 150 مقعدا، وحزب "حركة الاصلاح" اليميني، الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة، يمثل حاليا في والونيا خمس الناخبين فقط ، واقل من الخمس في منطقة بروكسل. والتحالف الحاكم الذي يقوده الاشتراكيون في والونيا حصل على 30 في المائة فقط. إن الرغبة في سياسة مختلفة تنمو، وهذا ما يجري التعبير عنه في استطلاعات الرأي. وهذا هو أساس تنامي تأييد حزب العمل. ويأتي التأييد لما يطرحه ممثلو الحزب من بدائل ملموسة مثل "ضريبة المليارديرية"، 30 ساعة عمل في الأسبوع، "العلاج الطبي المجاني" للجميع، وكذلك المطالبة العامة بنوع مختلف من السياسة، "التي لا توظف لخدمة الذات"، وتقوم على مبادئ واضحة. ومع ممثلي الشعب المنتخبين، كما هو الحال مع نواب حزب العمل البلجيكي، الذين يعيشون من اجر عامل متوسط، مع المجموعات النشطة في الأحياء السكنية، و يجذبون الناس الى المشاركة المجتمعية.
تحديات وصعوبات ومعوقات جديدة
وشدد ميتينز على ان النتائج التي تمخض عنها الاستطلاع تضع حزب العمل البلجيكي امام تحديات جدية وهائلة. ان نمو الحزب السريع، والبناء السريع والتوسع في منظماته تحمل معها مهام كبيرة جديدة. " نحن نواجه بطريقة ما، الصعوبات المرتبطة بهذا النمو". لان حزب العمل البلجيكي"حزب للعمل في المواقع ويريد ان يبقى كذلك". حزب يبحث عن العمل بين الناس، لكي ينشر الوعي بينهم ويعبئهم. ومن غير المسموح به ان يتم تحويل الحزب الى "ظاهرة انتخابية". "نحن نريد تغيير الاشياء مع الناس، بواسطة الضغط من الأسفل".
ويضيف رئيس الحزب" : "يجب أن لا تكون لدينا أوهام. فنحن نواجه فترة من الاضطرابات: يكفي ان نفكر بسلطة الشركات متعددة الجنسية، والمراكز المالية الفاعلة، والتي يستمر نموها من خلال عمليات الاندماج وتراكم رأس المال، بالفقاعات المالية الجديدة، بزعزعة استقرار شرق المتوسط، بسياسة الحرب، بانتخاب ترامب، بموجات اللجوء، وبتنامي العنصرية كوسيلة لشق الناس، ودفعهم للصراع ضد بعضهم البعض". ان حزب العمل البلجيكي يريد القطيعة مع السياسة الراهنة، وهذا السبب بالضبط يمنحنا الكثير من الناس ثقتهم. ولكن يجب ان يقال بوضوح ايضا: "نحن لانستطيع تلك القطيعة دون مشاركة فاعلة لعشرات الآلاف. لان فضاء السياسة المختلفة يضيق باستمرار. هذا ما عكسته، على سبيل المثال، سياسة الرئيس الفرنسي هولاند، وكذلك التجربة المؤلمة لاجبار ادارة الاتحاد الاوربي حزب اليسار اليوناني على اطاعتها".
تغيير أساسي لمعاهدات الاتحاد الأوربي
وبهذا الخصوص يضيف ميتينز: "في اطار املاءات التقشف الأوربية، ليس هناك اليوم مكانا لسياسة بديلة. فالاتحاد الأوربي يعتمد نبرة صارمة في سياسة الموازنة، وينظم لبرلة الخدمات العامة، "تعزيز نهج الليبرالية الجديدة" وتخفيض الأجور بين الدول الأعضاء، ويؤدي ذلك إلى تدني الخدمات والضمانات الاجتماعية. وفي الوقت نفسه يسمح بتدفق المليارات والمليارات من اليورو الى البنوك الكبرى والمساهمين في الشركات الكبيرة مثل الصابون السائل، لانتاج فقاعات مالية جديدة".
ويؤشر ميرتينز بوضوح: " وعلى المرء ان لا يتوقع بأننا سنشارك في حكومة تقوم برفع الحد الأدنى لسن التقاعد، ومواصلة مطاردة العاطلين عن العمل والإستمرار في لبرلة قطاع الخدمات العامة. نحن نريد تغيير اساسي للمعاهدات الأوربية، وهذا ممكن فقط، عندما تقرر حكومة ما مكافحة مبادئ المنافسة الحالية، وعدم المساواة، وعندما تنشط هذه الحكومة للحصول على دعم مواطنيها، وتحضى به. ونحن اليوم بعيدون تماما عن هذا الوضع".
وقال ميرتينز ايضا، في اوربا وفي بلجيكا لا تزال الهيمنة الحالية بيد اليمين. وهذا يعني، ان التفكير السائد هو تفكير الطبقة السائدة. ولهذ السبب قرر حزب العمل البلجيكي في مؤتمره الأخير في عام 2015 : تطوير "هيمنة مضادة من الاسفل" و"خلق ثقافة تحرر جديدة وتصور لعالم تقدمي على اساس من التضامن، وهذا هو النضال بعينه".
دعوة إلى نضال شعبي مبادر
ولهذا يناشد حزب العمل البلجيكي الناخبين والمتعاطفين ويقول لهم: وظفوا مواهبكم الخاصة بطريقة فاعلة، لنطور معا ثقافة جديدة. نظموا أنفسكم في النقابات، والحركة الطلابية، وفي منظمات الدفاع عن حقوق المرأة، والدفاع عن البيئة، في الحركات المضادة للعنصرية، ومن اجل السلام، في لجان الأحياء السكنية، في المجاميع المسرحية والموسيقية، والرياضية. إن القضية اكبر بكثير من مجرد إعطاء صوت لحزب ما في الانتخابات. ان المهمة هي تحويل هذا الصوت إلى قوة جماعية ثقافية منظمة. نحن نافذو الصبر، لان الظلم يضرب الجميع، الذين يعانون من الصعوبات بقسوة، ويدفعهم إلى التحرر منها، ولان التغيير اصبح امرا ملحا. وفي الوقت نفسه، نحن صبوررون ، لاننا ينبغي ان نحقق هذا التغيير الواقعي، ولاننا نريد بناء هذا التغيير خطوة خطوه وحجرعلى حجر".
قطيعة مع الليبرالية الجديدة
وشدد رئيس الحزب، انه بهذا المعنى قرر مندوبو المؤتمر الأخير لحزب العمال البلجيكي، تحقيق استراتيجية التغيير: " حزبنا ينمو بسرعة، ولكن هذا لا يعني أننا نفعل اي شيء للوصول الى نتائج سطحية. سنشارك في الانتخابات المحلية في عدد محدود من البلديات، حيث يمكننا بناء تواجد محلي قوي ومتين. و نريد ان يكون كل عضو في الحزب فاعلا وواعيا للتغيير وليس مجرد مستهلك للسياسة. نحن لا نريد الوصوليين ولا الانتهازيين ، بل فاعلون مخلصون وغير أنانيين ".
واختتم ماتينز ملاحظاته بالقول: "لقد عمل رواد الحركة العمالية في القرنين الـ19 والـ20 بلا كلل من أجل تنظيم هيكلية حركة سياسة مجتمعية ، دافعت عن حقوق العمال وحققت الإنجازات التي خلقت توازن قوى مناسب في المصانع والأحياء في جميع أنحاء البلاد. و في هذه بداية القرن الـ21 يعمل حزب العمل البلجيكي على تنظيم حزب صلب يناضل من أجل مجتمع تضامني ، يعلن القطيعة مع الليبرالية الجديدة، و قانون الربح و الرأسمالية ويلبي الاحتياجات الاجتماعية والبيئية الملحة. ولكننا نحتاج الكثير، الكثير من الناس لتنمية قدراتنا. ولهذا نناشد جميع الذين يجدون أنفسهم في أفكارنا وفي نشاط حزب اليسار الأصيل، الانضمام إلينا".
وفق احدث "بارومتر سياسي"، في 24 اذار الفائت، يسير حزب العمل البلجيكي قدما على طريق النجاح. فاستطلاعات الرأي المعتمدة بينت حصول الحزب في مقاطعة والونيا على 20,5 في المائة، وفي منطقة بروكسل ، حيث عاصمة البلاد، على 14,1 في المائة. و"البارومتر السياسي" هو خلاصة بيانية تنشر كل ثلاثة أشهر على أساس استطلاع للرأي التمثيلي، يقوم باجراه معهد استطلاع الراي الرائد في بلجيكا "Dedicated" بتكليف من التلفزيون البلجيكي الناطق بالفرنسية (RTBF) وصحيفة "لا ليبر بلجيك".
ان النتائج المشار اليها تعطي حزب العمل زيادة قدرها 2 في المائة في مقاطعة والونيا، التي تمثل القسم الفرنسي من بلجيكا، مقارنة باخر استطلاع اجري قيل ثلاثة اشهر، اي في كانون الأول 2016 . وهذا يعني حصول الحزب في حال اجراء الانتخابات على 12 مقعدا في البرلمان المحلي. وفي آخر انتخابات نظمت في ايار 2014 حصل الحزب على 5،5 في المائة. وبهذا يكون حزب العمل قد تقدم على الحزب الديمقراطي الاجتماعي "الحزب الاشتراكي" الذي حصل على 20,3 في المائة. وعلى اساس هذه النتائج يشغل حزب العمل الموقع الثاني، فيما يأتي حزب "حركة الاصلاح" اليميني بالموقع الأول.
وفي منطقة بروكسل متعددة اللغات حيث عاصمة البلاد، ولأول مرة بلغت الزيادة التي حصل عليها الحزب 4,5 في المائة، مقارنة بنتائج استطلاع كانون الثاني، شاغلاً بذلك الموقع الثالث بعد "حركة الاصلاح" والحزب الاشتراكي. وهذا يعني ان الحزب سيحصل على ثلاثة مقاعد في برلمان المنطقة. وبهذا يتقدم الحزب على حزب الخضر، على الرغم من تحقيق الأخير زيادة قدرها 2 في المائة. وكان حزب العمل قد حصل في الانتخابات الاخيرة في عام 2014 على 3,8 فقط. وهذ يعني ان الاصوات المؤيدة للحزب تضاعفت خلال هذه القترة 4 مرات.
وحتى في منطقة " الفلاندر" التي تختلف من حيث هيكليتها الاقتصادية ومشهدها السياسي، لوجود حركة قومية تقليدية هي الفلمنكية،حصل حزب العمل على نتائج ايجابية. لقد استطاع الحزب الحصول على 5,5 في المائة بزيادة قدرها 1,3 في المائة، بالمقارنة مع استطلاع كانون الأول 2016 . و كان الحزب قد حصل في انتخابات 2014 على 2,8 في المائة فقط. ولأول مرة يجتاز الحزب العتبة الانتخابية الـ 5 في المائة. وهذا يعني ان الحزب سيحصل على 5 مقاعد ويدخل برلمان المنطقة.
حافز كبير ومتطلبات جديدة
وقد بين بيتر ميرتنز رئيس حزب العمل في عرض مفصل أسباب هذا التطور اللافت. ان نتائج الاستطلاع تمثل"حافز ودافع لعمل 10 آلاف رفيقة ورفيق يشكلون قوام الحزب، والنتيجة هي انعكاس لعملهم في مواقع السكن والعمل". ولكن هذا يضع الحزب ايضا في مواجهة تحديات كبيرة جديدة. ونبه ميتينز الى ان الأمر يتعلق بنتائج استطلاع للرأي، وان التجارب اشرت ان استطلاعات الراي يمكن ان تكون خاطئة. فضلا عن ان هناك 18 شهرا تفصلنا عن الانتخابات المحلية المقبلة. وسنتان عن الانتخابات البرلمانية. والى ذلك الحين "سيجري الكثير الكثير من المياه تحت الجسور".
الناس تبحث عن بديل حقيقي
وظف رئيس الحزب الفرصة لطرح سلسلة من الملاحظات بشأن اسباب هذا التطور الايجابي، والتحديات الجديدة المرتبطة به، والمهام الملقاة على عاتق منظمات الحزب. وفي البداية اشار الى ان النتائج تعطي مصداقية لعمل الحزب. وان عددا متزايدا من الناس ما عاد يثق بعد الآن "بوحدة ذهنية هذا النظام"، الذي يفرض وصفات التقشف القاسية، ولكن يجمل باستمرار الاثراء المتنامي، والأزمات المالية. والكثير من الناس يبحثون عن بديل حقيقي. والناخبون يعاقبون الاحزاب المشاركة في التحالفات الحكومية، بما في ذلك الحزب الاشتراكي، الذي لا يتمتع، وفق استطلاعات الرأي اليوم بالأكثرية سواء في الحكومة الفيدرالية ام في حكومة مقاطعة والونيا. والتحالف الذي يشكل الحكومة الفيدرالية يحوز، وفق استطلاعات الرأي على 68 مقعد من اصل مجموع مقاعد البرلمان البالغة 150 مقعدا، وحزب "حركة الاصلاح" اليميني، الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة، يمثل حاليا في والونيا خمس الناخبين فقط ، واقل من الخمس في منطقة بروكسل. والتحالف الحاكم الذي يقوده الاشتراكيون في والونيا حصل على 30 في المائة فقط. إن الرغبة في سياسة مختلفة تنمو، وهذا ما يجري التعبير عنه في استطلاعات الرأي. وهذا هو أساس تنامي تأييد حزب العمل. ويأتي التأييد لما يطرحه ممثلو الحزب من بدائل ملموسة مثل "ضريبة المليارديرية"، 30 ساعة عمل في الأسبوع، "العلاج الطبي المجاني" للجميع، وكذلك المطالبة العامة بنوع مختلف من السياسة، "التي لا توظف لخدمة الذات"، وتقوم على مبادئ واضحة. ومع ممثلي الشعب المنتخبين، كما هو الحال مع نواب حزب العمل البلجيكي، الذين يعيشون من اجر عامل متوسط، مع المجموعات النشطة في الأحياء السكنية، و يجذبون الناس الى المشاركة المجتمعية.
تحديات وصعوبات ومعوقات جديدة
وشدد ميتينز على ان النتائج التي تمخض عنها الاستطلاع تضع حزب العمل البلجيكي امام تحديات جدية وهائلة. ان نمو الحزب السريع، والبناء السريع والتوسع في منظماته تحمل معها مهام كبيرة جديدة. " نحن نواجه بطريقة ما، الصعوبات المرتبطة بهذا النمو". لان حزب العمل البلجيكي"حزب للعمل في المواقع ويريد ان يبقى كذلك". حزب يبحث عن العمل بين الناس، لكي ينشر الوعي بينهم ويعبئهم. ومن غير المسموح به ان يتم تحويل الحزب الى "ظاهرة انتخابية". "نحن نريد تغيير الاشياء مع الناس، بواسطة الضغط من الأسفل".
ويضيف رئيس الحزب" : "يجب أن لا تكون لدينا أوهام. فنحن نواجه فترة من الاضطرابات: يكفي ان نفكر بسلطة الشركات متعددة الجنسية، والمراكز المالية الفاعلة، والتي يستمر نموها من خلال عمليات الاندماج وتراكم رأس المال، بالفقاعات المالية الجديدة، بزعزعة استقرار شرق المتوسط، بسياسة الحرب، بانتخاب ترامب، بموجات اللجوء، وبتنامي العنصرية كوسيلة لشق الناس، ودفعهم للصراع ضد بعضهم البعض". ان حزب العمل البلجيكي يريد القطيعة مع السياسة الراهنة، وهذا السبب بالضبط يمنحنا الكثير من الناس ثقتهم. ولكن يجب ان يقال بوضوح ايضا: "نحن لانستطيع تلك القطيعة دون مشاركة فاعلة لعشرات الآلاف. لان فضاء السياسة المختلفة يضيق باستمرار. هذا ما عكسته، على سبيل المثال، سياسة الرئيس الفرنسي هولاند، وكذلك التجربة المؤلمة لاجبار ادارة الاتحاد الاوربي حزب اليسار اليوناني على اطاعتها".
تغيير أساسي لمعاهدات الاتحاد الأوربي
وبهذا الخصوص يضيف ميتينز: "في اطار املاءات التقشف الأوربية، ليس هناك اليوم مكانا لسياسة بديلة. فالاتحاد الأوربي يعتمد نبرة صارمة في سياسة الموازنة، وينظم لبرلة الخدمات العامة، "تعزيز نهج الليبرالية الجديدة" وتخفيض الأجور بين الدول الأعضاء، ويؤدي ذلك إلى تدني الخدمات والضمانات الاجتماعية. وفي الوقت نفسه يسمح بتدفق المليارات والمليارات من اليورو الى البنوك الكبرى والمساهمين في الشركات الكبيرة مثل الصابون السائل، لانتاج فقاعات مالية جديدة".
ويؤشر ميرتينز بوضوح: " وعلى المرء ان لا يتوقع بأننا سنشارك في حكومة تقوم برفع الحد الأدنى لسن التقاعد، ومواصلة مطاردة العاطلين عن العمل والإستمرار في لبرلة قطاع الخدمات العامة. نحن نريد تغيير اساسي للمعاهدات الأوربية، وهذا ممكن فقط، عندما تقرر حكومة ما مكافحة مبادئ المنافسة الحالية، وعدم المساواة، وعندما تنشط هذه الحكومة للحصول على دعم مواطنيها، وتحضى به. ونحن اليوم بعيدون تماما عن هذا الوضع".
وقال ميرتينز ايضا، في اوربا وفي بلجيكا لا تزال الهيمنة الحالية بيد اليمين. وهذا يعني، ان التفكير السائد هو تفكير الطبقة السائدة. ولهذ السبب قرر حزب العمل البلجيكي في مؤتمره الأخير في عام 2015 : تطوير "هيمنة مضادة من الاسفل" و"خلق ثقافة تحرر جديدة وتصور لعالم تقدمي على اساس من التضامن، وهذا هو النضال بعينه".
دعوة إلى نضال شعبي مبادر
ولهذا يناشد حزب العمل البلجيكي الناخبين والمتعاطفين ويقول لهم: وظفوا مواهبكم الخاصة بطريقة فاعلة، لنطور معا ثقافة جديدة. نظموا أنفسكم في النقابات، والحركة الطلابية، وفي منظمات الدفاع عن حقوق المرأة، والدفاع عن البيئة، في الحركات المضادة للعنصرية، ومن اجل السلام، في لجان الأحياء السكنية، في المجاميع المسرحية والموسيقية، والرياضية. إن القضية اكبر بكثير من مجرد إعطاء صوت لحزب ما في الانتخابات. ان المهمة هي تحويل هذا الصوت إلى قوة جماعية ثقافية منظمة. نحن نافذو الصبر، لان الظلم يضرب الجميع، الذين يعانون من الصعوبات بقسوة، ويدفعهم إلى التحرر منها، ولان التغيير اصبح امرا ملحا. وفي الوقت نفسه، نحن صبوررون ، لاننا ينبغي ان نحقق هذا التغيير الواقعي، ولاننا نريد بناء هذا التغيير خطوة خطوه وحجرعلى حجر".
قطيعة مع الليبرالية الجديدة
وشدد رئيس الحزب، انه بهذا المعنى قرر مندوبو المؤتمر الأخير لحزب العمال البلجيكي، تحقيق استراتيجية التغيير: " حزبنا ينمو بسرعة، ولكن هذا لا يعني أننا نفعل اي شيء للوصول الى نتائج سطحية. سنشارك في الانتخابات المحلية في عدد محدود من البلديات، حيث يمكننا بناء تواجد محلي قوي ومتين. و نريد ان يكون كل عضو في الحزب فاعلا وواعيا للتغيير وليس مجرد مستهلك للسياسة. نحن لا نريد الوصوليين ولا الانتهازيين ، بل فاعلون مخلصون وغير أنانيين ".
واختتم ماتينز ملاحظاته بالقول: "لقد عمل رواد الحركة العمالية في القرنين الـ19 والـ20 بلا كلل من أجل تنظيم هيكلية حركة سياسة مجتمعية ، دافعت عن حقوق العمال وحققت الإنجازات التي خلقت توازن قوى مناسب في المصانع والأحياء في جميع أنحاء البلاد. و في هذه بداية القرن الـ21 يعمل حزب العمل البلجيكي على تنظيم حزب صلب يناضل من أجل مجتمع تضامني ، يعلن القطيعة مع الليبرالية الجديدة، و قانون الربح و الرأسمالية ويلبي الاحتياجات الاجتماعية والبيئية الملحة. ولكننا نحتاج الكثير، الكثير من الناس لتنمية قدراتنا. ولهذا نناشد جميع الذين يجدون أنفسهم في أفكارنا وفي نشاط حزب اليسار الأصيل، الانضمام إلينا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق