عن الممكن وغير الممكن: المدرسة الحزبية نموذجاَ
كانت هذه المدرسة نقطة الإنطلاق لفهم النظرية الماركسية وقد كونت لدي
دافعاً أكبر للقراءة والمطالعة والمعرفة، فعلى الرغم من أهمية التثقيف
الذاتي، إلاّ أن العمل الأكاديمي المنظم
يبقى له دور كبير في التوجيه وتنظيم عملية مراكمة المعرفة هذه، بل يمكن
القول أنهما جانبان مرتبطان مكملان لبعضهما البعض.
*النداء/ سهى نقولا
بعد قرار المؤتمر الحادي عشر بإنشاء المدرسة الحزبية، أصدر تعميماً حزبياً حولها، وبكثير من التردد النابع من التجارب السابقة (بمعظمها تجارب غير ناجحة لجهة الاستمرارية)، انتسبت إلى هذه المدرسة، وعند انتسابي لم يكن لدي أي تصور واضح عن طريقة العمل، لكن كان لدي شك بإمكانية انطلاقها أو حتى الوصول إلى أهدافها كما كان يحدث في كل ورشة تثقيف حزبي سابقا.
لكن اليوم ومع اقتراب انتهاء العام الدراسي الأول 2016-2017 (دورة الرفيقين كمال البقاعي ورضوان حمزة) تبين لي أنه من الممكن أن يكون هناك مدرسة تثقيف جدية ومنتجة، وجل ما تحتاجه هذه المهمة هو عدم الاستسلام لمقولات الترهل والامكانات، بل العمل بكل الممكن من أجل البدء بالتنفيذ، وخلال عملنا نبحث عن أساليب وإمكانات جديدة للتطوير، وهذا أول ما يحتاج هو قرار ودعم من القيادة وجدية من المشرفين والمشاركين. وبسبب توفر كل ذلك، أصبحت المدرسة الحزبية اليوم وبعد سنة على إطلاقها، واقعاً ممكناً، يتخرج منها عشرات الرفاق الذين يمكنهم اليوم المساعدة في تطوير هذه المدرسة وتوسيعها، وكذلك الإنخراط في النضال الحزبي اليومي متسلحين بالنظرية التي هي زاد كل مناضل.
فكانت هذه التجربة من أكثر التجارب جدية وتنظيماً مررت بها منذ انتسابي إلى الحزب. وذلك لعدة أسباب:
أولا، في ما يخص المقررات، فقد عرض لنا المقرر الأول المفاهيم الأساسية للنظرية الماركسية اللينينة، وكانت نقطة الإنطلاق إلى المقررات 2 و 3. أما المقرر الثاني، الذي يعتبر بالنسبة لي من أهم المقررات، فإن الوقت المحدد له لا يعتبر كافياً، لكن بالرغم من ذلك فقد بين لنا أسس الاقتصاد السياسي الماركسي ومقارنته مع الرأسمالية. ثم تبعه المقرر الثالث، حيث قدم لنا الفرق بين التجارب الاشتراكية المختلفة كتجربة الصين والاتحاد السوفياتي، بصفتهما (تجربتان) لنظرية واحدة لكن بأسلوبين مختلفين.
ثانياً، شكلت هذه المدرسة نقطة الإنطلاق لفهم النظرية الماركسية وقد كونت لدي دافعاً أكبر للقراءة والمطالعة والمعرفة، فعلى الرغم من أهمية التثقيف الذاتي، إلاّ أن العمل الأكاديمي المنظم يبقى له دور كبير في التوجيه وتنظيم عملية مراكمة المعرفة هذه، بل يمكن القول أنهما جانبان مرتبطان مكملان لبعضهما البعض.
ثالثاً، كان لافتاً خلال هذه السنة التواصل الدائم من قبل الرفاق المشرفين على المدرسة مع الرفاق المنتسبين إليها، مما أنتج التزاماً ملحوظاً وجدية كبيرة من قبل المنتسبين، وهذا أمر بالنسبة لي مهم جداً، وهو أساس أي نجاح في المهام الحزبية، ففي غياب المتابعة والالتزام والانضباط لا يمكن لأي عمل أن ينجح، وهذه المدرسة رغم امكانياتها المحدودة و تجربتها الأولى يمكن اعتبارها نموذجاً في هذا الاطار، وهذا ما دفعني إلى تغيير نظرتي السابقة التي تحدثنا عنها في بداية هذا المقال، فكانت مهمة التزم فيها كل الرفاق والعمل على نجاحها بالتزامهم وانضباطهم.
أخيراً، هناك مسؤولية تقع على لجنة التثقيف والمشاركين، حيث يجب أن تكون هذه المدرسة نقطة البداية للانطلاق إلى تأسيس المدارس الحزبية في جميع المناطق ولا يجب أن تنتهي مع إنتهاء المقرر الرابع، كما يجب أن تصبح عملية الإنخراط في المدرسة واحدة من الشروط الاساسية للانتساب إلى الحزب. وهذا "الممكن" الذي أثبتناه في المدرسة الحزبية يجب أن يعمم على كل المهام الحزبية الأخرى، فالالتزام والجدية والانضباط، هم سلاح كل شيوعي لبناء شخصيته النضالية، ولتحقيق برنامج الحزب الذي انتسب إليه طالباً تغيير القائم نحو الأفضل.
*النداء/ سهى نقولا
عن الممكن وغير الممكن: المدرسة الحزبية نموذجاَ
خلال السنوات العشر التي مرت على انتسابي إلى الحزب، شاركت بالعديد
من دورات التثقيف وإعداد الكادر، ولأهمية هذا الميدان، كنا دائماً - خاصة
على أبواب المؤتمرات الحزبية - نطالب بإنشاء مدرسة حزبية دائمة. هذا المطلب
النابع من تعطش للمعرفة، ومن قناعة بأن الحزب لا يمكن أن يتقدم إن لم ينتج
"كادر" مثقفاً ومتمكناً من النظرية العلمية التي يتبناها، وبالتالي لديه
القدرة على قراءة الواقع وإنتاج أساليب تغييره.
إلاّ أن هذا المطلب كان يتأرجح بين التأكيد على أهمية وضرورة المدرسة وإصدار قرار مؤتمري فيها، وبين تنفيذ هذا القرار، والذي كان يخضع بدوره لاعتبارات الإمكانيات، فيسقط القرار في فخ "الممكن"، وتقتصر عملية التثقيف على مخيم أو ورشة لأيام قليلة وتنتهي.
إلاّ أن هذا المطلب كان يتأرجح بين التأكيد على أهمية وضرورة المدرسة وإصدار قرار مؤتمري فيها، وبين تنفيذ هذا القرار، والذي كان يخضع بدوره لاعتبارات الإمكانيات، فيسقط القرار في فخ "الممكن"، وتقتصر عملية التثقيف على مخيم أو ورشة لأيام قليلة وتنتهي.
بعد قرار المؤتمر الحادي عشر بإنشاء المدرسة الحزبية، أصدر تعميماً حزبياً حولها، وبكثير من التردد النابع من التجارب السابقة (بمعظمها تجارب غير ناجحة لجهة الاستمرارية)، انتسبت إلى هذه المدرسة، وعند انتسابي لم يكن لدي أي تصور واضح عن طريقة العمل، لكن كان لدي شك بإمكانية انطلاقها أو حتى الوصول إلى أهدافها كما كان يحدث في كل ورشة تثقيف حزبي سابقا.
لكن اليوم ومع اقتراب انتهاء العام الدراسي الأول 2016-2017 (دورة الرفيقين كمال البقاعي ورضوان حمزة) تبين لي أنه من الممكن أن يكون هناك مدرسة تثقيف جدية ومنتجة، وجل ما تحتاجه هذه المهمة هو عدم الاستسلام لمقولات الترهل والامكانات، بل العمل بكل الممكن من أجل البدء بالتنفيذ، وخلال عملنا نبحث عن أساليب وإمكانات جديدة للتطوير، وهذا أول ما يحتاج هو قرار ودعم من القيادة وجدية من المشرفين والمشاركين. وبسبب توفر كل ذلك، أصبحت المدرسة الحزبية اليوم وبعد سنة على إطلاقها، واقعاً ممكناً، يتخرج منها عشرات الرفاق الذين يمكنهم اليوم المساعدة في تطوير هذه المدرسة وتوسيعها، وكذلك الإنخراط في النضال الحزبي اليومي متسلحين بالنظرية التي هي زاد كل مناضل.
فكانت هذه التجربة من أكثر التجارب جدية وتنظيماً مررت بها منذ انتسابي إلى الحزب. وذلك لعدة أسباب:
أولا، في ما يخص المقررات، فقد عرض لنا المقرر الأول المفاهيم الأساسية للنظرية الماركسية اللينينة، وكانت نقطة الإنطلاق إلى المقررات 2 و 3. أما المقرر الثاني، الذي يعتبر بالنسبة لي من أهم المقررات، فإن الوقت المحدد له لا يعتبر كافياً، لكن بالرغم من ذلك فقد بين لنا أسس الاقتصاد السياسي الماركسي ومقارنته مع الرأسمالية. ثم تبعه المقرر الثالث، حيث قدم لنا الفرق بين التجارب الاشتراكية المختلفة كتجربة الصين والاتحاد السوفياتي، بصفتهما (تجربتان) لنظرية واحدة لكن بأسلوبين مختلفين.
ثانياً، شكلت هذه المدرسة نقطة الإنطلاق لفهم النظرية الماركسية وقد كونت لدي دافعاً أكبر للقراءة والمطالعة والمعرفة، فعلى الرغم من أهمية التثقيف الذاتي، إلاّ أن العمل الأكاديمي المنظم يبقى له دور كبير في التوجيه وتنظيم عملية مراكمة المعرفة هذه، بل يمكن القول أنهما جانبان مرتبطان مكملان لبعضهما البعض.
ثالثاً، كان لافتاً خلال هذه السنة التواصل الدائم من قبل الرفاق المشرفين على المدرسة مع الرفاق المنتسبين إليها، مما أنتج التزاماً ملحوظاً وجدية كبيرة من قبل المنتسبين، وهذا أمر بالنسبة لي مهم جداً، وهو أساس أي نجاح في المهام الحزبية، ففي غياب المتابعة والالتزام والانضباط لا يمكن لأي عمل أن ينجح، وهذه المدرسة رغم امكانياتها المحدودة و تجربتها الأولى يمكن اعتبارها نموذجاً في هذا الاطار، وهذا ما دفعني إلى تغيير نظرتي السابقة التي تحدثنا عنها في بداية هذا المقال، فكانت مهمة التزم فيها كل الرفاق والعمل على نجاحها بالتزامهم وانضباطهم.
أخيراً، هناك مسؤولية تقع على لجنة التثقيف والمشاركين، حيث يجب أن تكون هذه المدرسة نقطة البداية للانطلاق إلى تأسيس المدارس الحزبية في جميع المناطق ولا يجب أن تنتهي مع إنتهاء المقرر الرابع، كما يجب أن تصبح عملية الإنخراط في المدرسة واحدة من الشروط الاساسية للانتساب إلى الحزب. وهذا "الممكن" الذي أثبتناه في المدرسة الحزبية يجب أن يعمم على كل المهام الحزبية الأخرى، فالالتزام والجدية والانضباط، هم سلاح كل شيوعي لبناء شخصيته النضالية، ولتحقيق برنامج الحزب الذي انتسب إليه طالباً تغيير القائم نحو الأفضل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق