الجبهة الشعبية تؤبّن الشهيد البطل "رائد الصالحي"
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة "لجنة الأسرى" صباح اليوم، حفلاً تأبينياً على شرف ذكرى ملحمة السابع عشر من أكتوبر، وبمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد الأسير المحرر حارس المخيم الرفيق "رائد الصالحي" ابن مخيم الدهيشة، والذي استشهد متأثراً بجراحه في جريمة اغتيال صهيونية في الثالث من الشهر الماضي وهو قابض على الزناد، مجسداً مقولة الشهيد القائد غسان كنفاني "لا تمت قبل أن تكون نداً".
وشارك بالحفل مئات الرفيقات والرفاق وأعضاء اللجنة المركزية للجبهة الشعبية وقيادتها في فرع غزة وفي مقدمهم عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق جميل مزهر، بالإضافة لحضور لافت لعائلة الصالحي في مدينة غزة وحضور أهالي وذوي الأسرى المعتقلين في سجون العدو الصهيوني.
وتزينت منصة الحفل بأعلام فلسطين ورايات الجبهة الشعبية ،وصوراً للقائد المؤسس الرفيق جورج حبش والقائد الوطني الشهيد أبو علي مصطفى والقائد الأسير الأمين العام أحمد سعدات، وصوراً أخرى لأبطال عملية الرد الجبهاوي وللشهيد البطل رائد الصالحي.
وافتتح الحفل الرفيق محمد العايدي مرحباً بالحضور، متوجهاً بالتحية لشهدائنا الأبطال الذين قضوا على درب الحرية والاستقلال، وإلى أسرانا الأبطال القابعين خلف القضبان والذين يواجهون بصدورهم العارية بطش الاحتلال وعدوانيته.
بدوره رحب عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسئول لجنة الأسرى الأسير المحرر المناضل علام الكعبي، بالحضور، متقدماً بالتحية الثورية لأبطال العملية البطولية الذين اغتالوا المجرم الصهيوني رحبعام زئيفي، وإلى روح الشهيد الجيفاري رائد الصالحي.
وأشار الكعبي إلى أن إقامة الحفل التأبيني جاء تأكيداً من الجبهة على نهج المقاومة والثوابت الذي خطّه هؤلاء الأبطال، وتجسيد لحالة الالتحام في التضحية والدم والموقف والمصير بين قطاع غزة وباقي أجزاء الوطن الحبيب، وهو تأكيدٌ من الجبهة الشعبية على أهمية ورمزية شهيدها الرفيق رائد الصالحي وكل الشهداء خصوصاً شهداء مخيم الدهيشة، بالإضافة إلى مكانة أبطال عملية السابع عشر من أكتوبر في قلوب وأذهان أبناء شعبنا.
كما توجه الكعبي بخالص التحية لأسرة ورفاق الشهيد البطل، مخصّاً بالذكر والدته ورفاقه في مخيم الدهيشة الصامد الذي يملك شبابه قدراً هائلاً من القوة والصمود والتشبث بالإرادة والعزيمة في مقاومة الغزوة الصهيونية الممنهجة على المخيم التي تستهدف تركيعه.
وقال الكعبي "نقف اليوم لتأبين رفيق مقاتل عرفته أزقة المخيم ومدينة بيت لحم وساحات الوغى شاباً مقاتلاً صنديداً، كان دوماً في طليعة الرفاق والمقاومين الذين نذروا أنفسهم وحياتهم لمقاومة الاحتلال، نقف اليوم خاشعين لروح هذا الرفيق الذي عانى ويلات الأسر صغيراً، ونعجز عن تعداد مناقبه، مرددين ما كان يردده رفاقه في مخيم الدهيشة وفي كل مكان، رفاق الشهداء معتز وبراء ومالك وجهاد وكوكبة كبيرة من الشهداء والأسرى".
وفي سياق كلمته تطرق الكعبي إلى موضوع المصالحة الفلسطينية مؤكداً على أنه لا خيار أمامنا سوى استعادة الوحدة الوطنية، والبدء في مرحلة جديدة وصوغ استراتيجية وطنية كفاحية تؤسس على الثوابت والمقاومة وليس على الثنائية أو التفرد أو الحزبية، وأن تشكل هذه الوحدة رافعة للمشروع الوطني ووحدة تتمسك بالثوابت وتفشل كل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية.
وأشار الكعبي إلى أن الوفاء للشهداء والأسرى واستحضار بطولاتهم والمضي على ضربهم يتجسد بمزيد من البذل والعطاء في سبيل تعزيز صمود عوائلهم والوقوف إلى جانب نضالاتهم، مما يتطلب أن تنعكس أجواء المصالحة والوحدة على قضية الأسرى بشكل ايجابي، بما في ذلك استعادة رواتب الأسرى المقطوعة رواتبهم بسبب حالة الانقسام.
ولفت الكعبي إلى أن عدم رفع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة لن يساهم في خلق أجواء إيجابية وأرضية صالحة للحوار في القاهرة مما سوف يزيد من مأساوية الوضع المعيشي لكل مناحي الحياة في قطاع غزة.
وأكد الكعبي على ضرورة أن تخضع أي صفقة تبادل قادمة لمعايير دقيقة تمنع الاحتلال الصهيوني من التلاعب أو الانقضاض على الاتفاق وبما يمهد الطريق لإنجاز صفقة تبادل مشرفة تضمن حرية الأسرى من المحكوميات العالية.
على صعيد آخر دعا الكعبي لأوسع حالة تضامن في الأسبوع الدولي للتضامن مع المناضل الأممي جورج عبد الله المعتقل منذ أكثر من 34 عام في السجون الفرنسي، مطالباً بضرورة الضغط على الحكومة الفرنسية لإطلاق سراح هذا المناضل الذي أفنى حياته دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
و في ختام كلمته تعهد الكعبي لدماء رفيقنا الشهيد رائد الصالحي، وكل الشهداء بمواصلة مسيرة النضال، وأن نظل قابضين على جمر المبادئ التي ناضلوا واستشهدوا من أجلها، مؤكداً على أن الصالحي سيبقى رائداً في الذاكرة الحية شموعاً ساطعة تضيء دروب النصر مهما طال الزمن أو قصر.
من جانبه ألقى شقيق الشهيد رائد الصالحي الرفيق "خالد" كلمة العائلة وجه خلالها التحية للأبطال الذين قهروا الاحتلال بصمودهم وتحديهم ،وإلى مخيم الدهيشة مخيم المقاتلين معتز الزواهرة ومالك شاهين وجهاد الجعفري وبراء الحمامدة ورائد الصالحي وكوكبة طويلة من الشهداء والجرحى والأسرى.
وأعرب الصالحي عن فخره واعتزازه الشديد لكونه أخ لشهيدٍ مقاتل من أجل فلسطين مثمناً الجهود التي عملت على تنظيم الحفل التأبيني والذي يؤكد أن الوطن واحد وأن دماء الشهيد الطاهرة ودماء رفاقنا في مخيم الدهيشة وكل مناطق الضفة امتزجت بدماء رفاقنا وأهلنا في غزة لترسم خارطة الوطن.
ولفت الصالحي إلى أن دماء الشهيد رائد ودماء كل الشهداء تُشكل جسر العودة والدولة والتحرير وأن هذا الهدف سيتحقق يوماً ما طالما أن جموع الثوريين والفدائيين والمقاتلين تخرج من بين الأزقة وبين شجر الزيتون والبرتقال ومن تحت الأنفاق وخلف خطوط العدو لتوجه رسائل للاحتلال وللقاصي والداني أن المقاومة هي طريقنا ولا رجعة عنها مهما عظمت التضحيات وسالت الدماء.
وأشار إلى أن تزامن ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد "رائد" مع ذكرى ملحمة 17 أكتوبر ذكرى اغتيال المجرم الصهيوني رحبعام زئيفي، تؤكد على أن المقاومة ما زالت متأججة ومتأصلة وأن شعبنا ما زال يقدم فلذة أكباده على درب الحرية والاستقلال، وجيل يسلم جيل سلاح الثورة وأمانة الوصية.
وأضاف القول "نعم استلم رائد الوصية من رفيقنا القائد الملهم أحمد سعدات ورفاق ملحمة أكتوبر عاهد ومجدي ومحمد وباسل وحمدي، هذا الشهيد الرائد الذي رفض الذل ورفض أن يكون أسيراً واختار أن يكون شهيداً ونداً للأعداء، رائد الذي كان بإمكانه أن يسلم نفسه للاحتلال ولكنه رفض واختار الحرية حتى وإن كان ثمنها الشهادة".
وألقى مسئول مؤسسة مهجة القدس السيد ياسر صالح كلمة باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، وجه خلالها التحية لشهدائنا الأبطال ولأسرانا القابضين على الجمر في المعتقلات الصهيونية، متطرقاً إلى المعاناة الشديدة التي يعايشها أسرانا البواسل وبالأخص سياسة الإهمال الطبي التي راح ضحيتها عشرات الأسرى الشهداء.
في نهاية الحفل أدى الفنان أحمد طافش، أغنية وطنية رافقه بالعزف الفنان حسن الأستاذ، وسط تفاعلٍ عالٍ من الجمهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق