بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني: التأكيد على "راهنية" شعار المقاومة العربية الشاملة بالسياسة والكفاح المسلح والاقتصاد والاجتماع خياراً وحيداً
بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني: التأكيد على "راهنية" شعار المقاومة العربية الشاملة بالسياسة والكفاح المسلح والاقتصاد والاجتماع خياراً وحيداً
جدّد المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني إدانته الشديدة للقرار العدواني لرئيس الولايات المتحدة الأميركية ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني والذي يكشف حقيقة الولايات المتحدة من قضية فلسطين باعتبارها، ليست عدوة فلسطين وقضيتها فحسب، وإنما أيضاً عدوة كل الشعوب الساعية للتحرر، وهي ما كانت لتصدر هكذا قرار لولا تواطؤ الأنظمة العربية الرجعية مع إسرائيل، والتي تجهد لتصفية القضية وإلغاء حق العودة وتوطين الفلسطينيين حيث هم.
وفي هذا السياق توقف المكتب السياسي عند المبادرات والتحركات والتظاهرات الشعبية التي قامت بها القوى السياسية في لبنان، مؤكداً على أهميتها، متوقفاً بشكل خاص عند التظاهرة الشعبية الحاشدة أمام السفارة الأميركية في عوكر، موجهاً التحية إلى كل الرفاق والأصدقاء وإلى الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية، وإلى سائر القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية والجمعيات الأهلية والمدنية الذين أكدوا بمشاركتهم في هذه التظاهرة رفضهم الحاسم للقرار العدواني للرئيس الأميركي، كما توجّه المكتب السياسي بالتحية إلى الانتفاضة الشعبية في فلسطين المحتلة وإلى كل المتظاهرين والمعتصمين في الشوارع في جميع بلدان العالم وفي البلدان العربية تنديداً بهذا القرار، داعياً إلى استمرارية هذه التحركات وتصعيدها، كي تستطيع من خلالها تصويب بوصلة الصراع في المنطقة بالاتجاه الصحيح، بوصلة الصراع العربي – الإسرائيلي، باعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، حيث الوجهة واضحة والعدو محدد، ووفق سقف سياسي واضح يلتف الجميع حوله: من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية وعاصمتها القدس، وتأمين حق العودة وتقرير المصير ووحدة الأرض.
وبناءً عليه يؤكد المكتب السياسي على الآتي: إن القدس عربية، وهي عاصمة دولة فلسطين، وواجب تحريرها وكل فلسطين، مهمة مطلوبة وضرورية، ولا يمكن شطب التاريخ والجغرافيا بقلم بلفور العصر وسياساته الرعناء. والتأكيد على خيار المقاومة أساساً للوحدة الوطنية الفلسطينية - وليس المشاركة في الحلول الجزئية التي لا تلبي إلّا المطالب الإسرائيلية - وإلى تصعيد الكفاح المسلح الفعال بمشاركة كل القوى المؤمنة بهذا الخيار، وإلى تصعيد الانتفاضة الشعبية لتعمّ كل فلسطين التاريخية وكل ساحات العالم العربي، ولتشكل أساساً لمقاومة شعبية عارمة حاضنة وحامية للقضية الفلسطينية من خطر التصفية التي يتهددها من المشاريع الأميركية والصهيونية والرجعية العربية. ودعوة كل القوى اليسارية والوطنية والقومية العربية والقوى الحريصة إلى أوسع تحرك رفضاً للسياسة الأميركية الجائرة والمستبدة، وإلى الضغط على الحكومات لقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق سفارات دولة الإرهاب الأولى وطرد سفرائها من كل العواصم العربية، وإلى التظاهر والتحرك الشعبي أمام السفارات والمصالح الأميركية في كل مكان. وأيضاً الطلب من السلطة الفلسطينية بالخروج من اتفاقيات أوسلو، وأيضاً من الدول العربية التي وقعت اتفاقات منفردة مع الكيان المحتل والتي لم تجن منها إلّا التنازلات، مع وقف كل أشكال التعاون مع سلطات الاحتلال وتحديداً الأمني. الطلب من الدولة اللبنانية تطوير الموقف الرسمي الذي عُبّر عنه في اجتماع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واستكماله بوقف كل برامج التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً مع الجيش اللبناني، وبالتالي اقفال سفارتها في لبنان. التأكيد على "راهنية" شعار المقاومة العربية الشاملة بالسياسة والكفاح المسلح والاقتصاد والاجتماع خياراً وحيداً، بعد فشل كل الإتفاقات المنفردة، وانكشاف مشاريع صياغة شرق أوسط جديد، على حساب مصالح شعوبنا العربية، ما يستوجب الدعوة لتوحيد كل القوى الوطنية والمقاوِمة العربية بكافة فصائلها حول في مواجهة الغطرسة الأميركية والصهيونية في المنطقة.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
بيروت 15-12-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق