غريب في يوم الشهيد الشيوعي في تمنين التحتا: انزلوا إلى الساحات ضد الفساد والضرائب ومن أجل السلسلة وضمان الشيخوخة
أحيا
الحزب "الشيوعي اللبناني" يوم "الشهيد الشيوعي"، باحتفال أقامه في بلدة
تمنين التحتا في بعلبك، في حضور ممثلي قوى وطنية وأحزاب سياسية وهيئات
ثقافية واجتماعية ومجالس بلدية واختيارية ومحازبين...
وألقى
الأمين العام للحزب حنا غريب كلمة، قال في مستهلها: "اسمحوا لنا
بالمناسبة، ان نتوجه بالتحية والتقدير إلى الحضور الكريم المحتشد هنا،
بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي، هذه المناسبة التي تتزامن اليوم مع الذكرى
الحادية عشر لشهداء حرب تموز. واذ نقف اليوم بإجلال واكبار احياء لذكرى
شهداء حزبنا، فإننا نقف أيضا احياء لذكرى كل الشهداء المقاومين من شعبنا،
الذين سقطوا على درب النضال والمقاومة، فتحية إلى تمنين - التحتا، إلى هذه
البلدة المعطاءة المقاومة التي قدم أهلها الطيبون فلذات أكبادهم، قرابين من
اجل الوطن وعزته وكرامته، وألف تحية وتحية لكل الشهداء المقاومين من مختلف
القوى والأحزاب، فنحن لا نميز بين مقاوم وآخر".
وأشار
إلى أن "الاحتفال بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي له ما يميزه، فهو يحمل في
طياته مهابة العطاء والتضحية بلا حدود، كتبه الرفاق بلحمهم ودمهم، صفحات
مشرقة من اجل شعبنا، من اجل وطن حر وشعب سعيد، من اجل فلسطين والعروبة
المتحررة، كتبوه زادا وذخرا لكل الثوريين في العالم، لكل الذين حملوا
ويحملون راية الاشتراكية والعدالة والمساواة بين بني البشر. شهداء شيوعيون
سقطوا من كل لبنان ولكل لبنان. مقاومون وطنيون ضد الاحتلال الاسرائيلي
وعملائه. مقاومون وطنيون أيضا ضد القوى الطائفية والتكفيرية، ومقاومون
وطنيون أيضاً وايضاً ضد سلطة الاستغلال الطبقي والاجتماعي عمالاً ومزارعين
وطلاباً. تلك هي مقاومتهم، مقاومة وطنية شاملة على كل جبهات النضال من اجل
التحرير والتغيير الديمقراطي".
ورأى
أن "الوفاء لهم يكون بمتابعة المسيرة على خطى أولئك الأبطال، الذين نفذوا
بالأمس عملية القدس ضد جيش الاحتلال الصهيوني، على خطى خالدة جرار وسائر
الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ومن أجل الإفراج
عنهم وعن الأسير المناضل جورج إبراهيم عبد الله، المعتقل في السجون
الفرنسية. والوفاء لهم يكون بمتابعة النضال أيضا على خطى استمرار مقاومتنا
للاحتلال الإسرائيلي، ومواجهتنا لمجموعاته الإرهابية من داعش والنصرة اليوم
اليوم في عرسال".
ووجه
التحية إلى "الجيش اللبناني الذي يقاتل هذه المجموعات الإرهابية بما توفر
لديه من سلاح، ومع ذلك يسطر البطولات، وإلى أهلنا في عرسال والمنطقة وإلى
مقاومينا، الذين يدعمون الجيش ويحتضنون عرسال هذه البلدة المقاومة، التي
ظلت وفية لتاريخها بالقول والفعل واحتضنت النازحين السوريين ودفعت اثمانا
باهظة على كل الصعد".
وأكد
أن "الوفاء للشهداء يكون بالنضال لتغيير النظام الطائفي، فلقد حرروا لنا
الأرض، فلنحرر الانسان الذي حرر الارض من معتقلات النظام الطائفي المذهبي،
الذي لا يولد لنا إلاّ الفتن والحروب والأزمات التي لا تنتهي"، معتبرا انه
"نظام مأزوم يشبه الإله آمون، الذي لا يعيش ويستمر إلا على دماء ضحاياه.
فليلاق مصيره المحتوم وكفى. ولتنته أطراف السلطة الفاسدة من القاء أعباء
أزمته على حساب الشعب اللبناني مستخدمة الطائفية والمذهبية لتأبيد
استغلالها الطبقي، كما تفعل اليوم في قانون انتخاباتها النيابي، التي
أقرته، والذي تضمن هذا الشكل المشوه للنسبية، والذي كرس القيد الطائفي ووزع
الدوائر على قياس مصالحها، وعلى أساس من الصفاء المذهبي، وهندس الصوت
التفضيلي لإعادة انتاج سلطتهم من جديد، بحجة حصة الطائفة، بينما شعبنا
يزداد فقرا من كل الطوائف وهم يزدادون ثراء".
وأهاب
بالحضور أن "قفوا ضد هذا القانون لأنه تفتيتي ومذهبي ويؤسس لبناء دولة
فدرالية بدلا من الدولة العلمانية والديمقراطية، فلا يمكننا ان نقاوم
المشروع الأميركي الصهيوني التفتيتي الطائفي المذهبي في المنطقة العربية
ونطبقه عندنا في لبنان، بل المطلوب مقاومته في كل الساحات"، مؤكدا "لا، ما
هكذا نقاوم المشروع الأميركي - الإسرائيلي في لبنان، لا بل، بهكذا قانون
نجد انفسنا نلاقيه في منتصف الطريق شئنا ام أبينا، وما هذا القانون
الانتخابي الا البداية، فما طرح في لقاء الأحزاب في بعبدا حول اللامركزية
وإلغاء المادة 22 من الدستور بحجة المناصفة والميثاقية لخير دليل على ما
نقول. إلى هؤلاء نتوجه أيضا ونقول: إلى اين تأخذون البلد؟ لا، لا، ما هكذا
يكون الإصلاح والتغيير الذي ينتظره اللبنانيون".
وقال:
"اما وقد أقر القانون، فإن معركتنا ستستمر، ضد القوى السلطوية التي أقرته،
فلأنه مذهبي، نواجهه كعلمانيين ومدنيين ويساريين وتقدميين، ولأنه تفتيتي،
نواجهه كوطنيين بمعركة شاملة على صعيد كل لبنان، امتدادا لما سبقه من
مواجهات في حراك اسقاط النظام الطائفي وهيئة التنسيق النقابية والحراك
الشعبي حول البيئة والبلديات وفي حملة وطنية واحدة، ولأنه إقصائي اتجاه
العمال والأجراء والفقراء والنساء والشباب، نواجهه من خلال طرح القضايا
الإقتصادية والاجتماعية، التي تطال هذه الفئات، وبقدر ما تتصعد الحملة
ويتغير ميزان القوى بقدر ما تتمكن من تحقيق الأهداف التي سقط من اجلها
الشهداء المقاومون من مختلف الأحزاب والقوى".
أضاف
"لم يسقط شهداؤنا على هذه الأرض الطاهرة من أجل ان تحكم هذه الطبقة
السياسية الفاسدة، التي نهبت ثروات البلاد وحكمت عليه بالديون بحيث يدفع
شعبنا 13 مليون دولار يوميا، لخدمة هذا الدين العام، بينما حيتان المال
يتنعمون بخيراته، واهالي الشهداء يجري تهميشهم وافقارهم، ومعهم الاغلبية
الساحقة من اللبنانيين".
وتابع
"فكما اصطفت هذه القوى السلطوية بعضها مع بعض لانتاج هكذا قانون، دفاعا عن
مصالحها وامتيازاتها الطبقية والطائفية الضيقة، وكما اصطفت ضد استقلالية
العمل النقابي في الروابط والنقابات العمالية والمهنية والتعليمية وآخرها
في انتخابات نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، فان على الأحزاب الوطنية
وقوى الإعتراض كافة الشعبية والديمقراطية والمدنية المتضررة، ان تطرح نفسها
بديلا لإنقاذ البلد وان تتجمع بعضها مع بعض من الموقع النقيض المرسخ
للحالة الوطنية العلمانية الديمقراطية وتخوض الانتخابات النيابية بشعارات
موحدة وبرامج موحدة وفي كل لبنان".
وأردف
"خمس سنوات ونحن نطالب بتعديل السلسلة وإقرارها، وهم يراوغون، يستخدمونها
شماعة لزيادة الضرائب على الفقراء، لهم نقول قبل جلسة المجلس النيابي
الثلاثاء المقبل، لم يعد لديكم من مخرج للتهرب من تعديل السلسلة وإقرارها
فهي تطوقكم جميعا، ذلك انها حق والحق يعلو ولا يعلى عليه".
وقال:
"لدولة الرئيس بري نتوجه ونقول: لقد مضى اكثر من اربع سنوات والسلسلة في
المجلس النيابي تراوح مكانها، فإما ان تعدل وتقر يوم الثلاثاء القادم بما
يحفظ حقوق كل القطاعات ومواقعها الوظيفية، وإما أن تعلن يا دولة الرئيس من
هو الطرف او الاطراف المعرقلة؟.
وإلى
النواب نقول: ننصحكم بتعديلها وإقرارها وعدم استخدامها رشوة انتخابية،
عدلوها وأقروها يوم الثلاثاء المقبل، وان فعلتم العكس فستقع الواقعة
وسينتفض الشارع عليكم، وعلى الصامتين ممن نصبتموهم وكلاء عنكم في الروابط
والنقابات. عدلوها وأقروها، فالسلسلة لها اب وام، أمها وابوها هما الذين
طالبوا بها ونزلوا إلى الشوارع لسنوات وسنوات.
كفوا
عن توزيع الأدوار، فأنتم مكشوفون تفرضون الزيادات الضريبية على الفقراء
ولا تقدمون لهم لا المياه ولا الكهرباء ولا السكن ولا التعليم ولا الصحة
ولا السلسلة ولا الأجور، ومع ذلك يزداد عجز الموازنة ومعه تزداد خدمة الدين
العام".
أضاف
"شهداؤنا يقولون لنا، لقد استشهدنا من اجل الوطن والشعب وحقه في العيش
الكريم، لا من اجل تحكم حفنة فاسدة، فتابعوا المسيرة وانزلوا إلى الساحات،
ولا تدعوا دماءنا تذهب هدرا. توحدوا معا، وانزلوا إلى الساحات، ولا تدعوا
الذين اغرقوا البلاد والعباد بالديون يؤبدون الفساد وضرب حقوق الناس.
انزلوا إلى الساحات في حراك نقابي وشعبي مستقل من اجل تعديل السلسلة
وإقرارها بما يرضي جميع القطاعات، ويمنع فرض الضرائب على الفقراء وذلك يوم
الثلاثاء في 18 تموز في ساحة رياض الصلح الساعة الحادية عشرة قبل الظهر،
بالتزامن مع انعقاد الجلسة النيابية المخصصة لبحث السلسلة. انزلوا إلى
الساحات من اجل الحصول على الخدمة العامة السوية وفي السلم المتحرك للأجور
والتغطية الصحية الشاملة والمدرسة الرسمية، والتقاعد وديمومة العمل وضمان
الشيخوخة وصندوق البطالة ودفاعا عن الضمان الاجتماعي وحقوق المستأجرين
وصغار وقدامى المالكين. انزلوا إلى الساحات، ودعوا اصوات الفقراء في
الساحات تتحول إلى أصوات في صناديق الاقتراع، لتدخل إلى المجلس النيابي
وتحقق مطالبهم. اطلقوا التحركات الشعبية والسلمية في بيروت والمناطق
والمدن، كي لا يمددوا مأساة الشعب لسنوات وسنوات، بعد ان هجروا نصفه إلى
الخارج".
وختم
"شهداؤنا اليوم يقولون لنا: لقد استشهدنا من اجل مستقبل مشرق يكون ملك
اولادنا من بعدنا، ولكن صنعه لن يكون الا بإرادتكم ونضالكم معا، فلا تسمحوا
لسلطة الفساد ان تهدر دمنا من جديد وتخطف منكم هذا الحلم وهذا المستقبل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق