كارل ماركس
كارل هانريك ماركس
كارل هانريك ماركس، (بالألمانية :Karl Marx، تلفظ ألماني: [ka:ɐ̯l ˈhaɪnʀɪç ˈma:ɐ̯ks])، كان فيلسوف ألماني، واقتصادي، وعالم اجتماع، ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري (5 مايو 1818م - 14 مارس 1883م). لعبت أفكاره دورًا هامًّا في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير الحركات الاشتراكية. واعتبر ماركس أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ.[9][10][11][12] نشر العديد من الكتب خلال حياته، أهمُها بيان الحزب الشيوعي (1848)، و رأس المال (1867–1894).
حياته
ولد في عائلة غنية من الطبقة الوسطى في مدينة ترير في راينلاند البروسية درس ماركس في جامعة بون وجامعة برلين، حيث أصبح مهتمًا بالأفكار الفلسفية للهيجليين الشباب. ارتبط بجيني فون ويستفالين عام 1836م، وتزوجها عام 1843م بعد دراسته. كتب لصحيفة راديكالية في كولونيا، وبدأ في تطوير نظريته في المادية الجدلية .بدأ الكتابة في الصحف الراديكالية الأخرى، بعد انتقاله إلى باريس عام 1843. التقى فريدرخ إنغلز في باريس، وعملا معًا على سلسلة من الكتب. ثم نفي إلى بروكسل، وأصبح قيادي بارز للحزب الشيوعي، قبل أن يعود إلى كولون ويؤسس صحيفته الخاصة. في عام 1849 تم نفيه مرة أخرى وانتقل إلى لندن مع زوجته وأطفاله. في لندن، المكان الذي وصلت فيه عائلته إلى الفقر، استمر ماركس في كتابة و تطوير نظرياته في طبيعة المجتمع وكيف أعتقد أنه يمكن تطويرها، و أيضاً نظم حملة للأشتراكية - أصبح شخصية مهمة في الرابطة الدولية للعمال [الإنجليزية].نظرياته الإجتماعية
نظريات ماركس عن المجتمع، في الاقتصاد و السياسة - المعروفة باسم الماركسية - وتفترض أن كل المجتمعات تتقدم خلال الصراع بين الطبقات الاجتماعية: صراع بين طبقة الملاك المتحكمين بالإنتاج و طبقة العمال الذين يعملون لإنتاج السلع. عارض ماركس بشدة النمط الاقتصادي الاجتماعي السائد، أي الرأسمالية، التي أسماها دكتاتورية "البورجوازية"، التي كان يعتقد أنها مسيرة من قبل الطبقات الغنية لأجل مصلحتهم البحتة، وتوقع بأن الرأسمالية كسابقاتها من النظم الاقتصادية الاجتماعية ستولد من دون شك توترات داخلية تقودها إلى التدمير الذاتي واستبدالها بنظام جديد: الاشتراكية. زعم أن المجتمع تحت النظام الاشتراكي سوف يحكم من قبل الطبقة العاملة في ما أسماه "دكتاتورية البروليتاريا"، أو "دولة العمال" أو "ديمقراطية العمال". كان يعتقد أن الاشتراكية بدورها سوف تستبدل بمجتمع بدون دولة وبدون طبقية وهو الشيوعية.[13][14] بالإضافة إلى إيمانه بحتمية الاشتراكية والشيوعية، نشط ماركس بالمحاربة لتطبيق الاشتراكية، زاعما أن على العلماء النظريين الاجتماعيين والجماهير المعدمة تنفيذ عمل ثوري منظم للإطاحة بالرأسمالية والقيام بتغيير اقتصادي اجتماعي.[15]تبني أفكار كارل ماركس
استحوذت حكومات اشتراكية ثورية تتبنى الفكر الماركسي على الحكم في العديد من البلدان في القرن العشرين، مما أدى لتكوين دول اشتراكية كالاتحاد السوفياتي عام 1922 وجمهورية الصين الشعبية عام 1949. كما أن العديد من نقابات وأحزاب العمال عالميا تأثرت بالفكر الماركسي، حيث انبثقت منه مشتقات نظرية عديدة كاللينينية والستالينية والتروتسكية والماوية. يعتبر ماركس أحد الثلاثة المؤسسين للعلوم الاجتماعية الحديثة بالاضافة إلى إميل دوركايم وماكس فيبر.[16] وصف ماركس باعتباره واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ البشرية.[17]إغلاق</ref>
مفقود لوسم <ref>
ولد ماركس لعائلة يهودية أشكنازية، حيث كان جده من جهة أمه حاخامًا هولنديا، فيما توارثت عائلة والده حاخامية ترير منذ 1723، التي شغلها جده مئير هليفي ماركس.[18] كان والد ماركس، هرشل ماركس، أول من حصل على تعليم علماني من عائلته، فأصبح ثريا من الطبقة الوسطى، حيث ملكت عائلته عددًا من حقول الكروم بموزيل. هربا من قيود التشريعات اللاسامية، حول ديانته من اليهودية إلى الطائفة المسيحية البروتستانتية اللوثرية قبل ولادة ابنه، واتخذ الأسم الألماني هاينريش بدلا من اسمه اليديشي هيرشل.[19]لا يُعرف الكثير عن طفولة كارل ماركس.[25] كان كارل ماركس ثالث طفل من أصل تسعة، لكن أصبح أكبرهم عندما توفي أخاه موريتس عام 1819،[26] وتعمد في الكنيسة اللوثرية مع بقية أخوته صوفي، هيرمان، لويز، إميل وكارولين في أغسطس 1824.[27] حصل ماركس على تعليم خاص حتى 1830. بعدها دخل مدرسة ترير العليا التي كان يديرها صديق والده هوغو فيتنباخ. وظف فيتنباخ العديد من الأساتذة الليبراليين الإنسانيين، مما أغضب الحكومة. أغارت الشرطة على المدرسة عام 1832، واكتشفت أن كتابات تتبنى الليبرالية السياسية كانت توزع على الطلاب، مما اعتبر مثيرا للفتن، فقامت السلطات بإصلاحات وبدلت العديد من العاملين.[28]
في أكتوبر 1835، سافر ماركس لجامعة بون وهو في السابعة عشر من عمره. كان يرغب دراسة الفلسفة والآداب، إلا أن والده أصر على دراسته للقانون كمجال أكثر عملية.[29] عند بلوغه الثامنة عشرة استطاع أن يتهرب من الجندية بسبب ضعف في صدره،[30] فانضم إلى نادي الشعراء، وهو مجموعة من الراديكاليين السياسيين مراقبة من قبل الشرطة.[31] كان يحب المشروبات الروحية،[32] فانضم إلى نادي حانة ترير للشرب (Landsmannschaft der Treveraner) وأصبح رئيسًا مشاركًا للنادي. وفى أغسطس من عام 1836، تورط داخل الجامعة في عراك مع عضو من جماعة بوروسيا الطلابية مع أن درجاته كانت جيدة في الفصل الأول،[33] لكنها سرعان ما تدهورت ، مما قاد أبوه إلى إجباره على الانتقال إلى جامعة برلين ذات الاتجاه الأكاديمي والأكثر جدية.[34]
الهيجلية و النشاطات الأولى : 1843- 1836
قَضى ماركس الصيف والخريف في ترير عام 1836، وسرعان ما أصبح أكثر جدية حول دراسته وحياته. خلال صيف 1836، قابل ماركس وارتبط ببجيني فون ويستفالين [الإنجليزية]، بارونة متعلمة من الطبقة الحاكمة البروسية التي كان تعرف ماركس منذ الطفولة. قطعت خطوبتها بشاب أرُستُقراطي لتخطب لماركس. علاقتهما كانت مثير للجدل نتيجة لاختلافهم العرقي والطبقي، لكن ماركس صادق والدها، الليبرالي الارستقراطي لودفيج فون ويستفالين [الإنجليزية]، قدم له لاحقاً أطروحته للدكتوراه.[35] في أكتوبر 1836 وصل إلى برلين، قبل بالجامعة بكلية الحقوق واستأجر غرفة في الميتلستراس.[36] على الرغم من دراسته للقانون، كان مفتون بالفلسفة ،و بحث عن طريقة تجمع الأثنان، مؤمناً أن "بدون الفلسفة لا شىء يمكن أن ينجز".[37] أصبح ماركس مهتماً بالفيلسوف الألماني المتوفى حديثاً هيغل، و الذي ُنوقشت أفكاره بشكل واسع حينها وسط الحلقات الفلسفية الأوربية.[38] أثناء فترة نقاهته في ستارلا، أنظم إلى نادي الأطباء، مجموعة من الطلاب الذين يناقشون الأفكار الهيغلية، ومن خلالهم أصبح متورط مع جماعة من المفكرين الراديكاليين المعروفين باسم الهيغليين الشباب في عام 1837؛ كانوا يتجمعون حول لودفيغ فيورباخ برونو باور، تطورت مع ماركس علاقة صداقة حميمية مع أدولف روتنبرغ. مثل ماركس، كان الهيغليين الشباب ينتقدون فرضيات هيغل الميتافيزيقية، لكنهم تبنوا أسلوبه الجدلي من أجل نقد المجتمع، السياسة، والدين من وجهة نظر يسارية.[39] توفى والد ماركس في مايو 1838، مما تسبب في تلاشي دخل العائلة.[40] كان ماركس عاطفياً على مقربة من والده، واعتز بذكراه بعد وفاته.[41]مع مراعاة مهنته الأكاديمية ، هذا المسار كان محظوراً من قبل الحكومة التي كانت تتزايد معارضتها لليبرالية الكلاسيكية والهيغليين الشباب.[48] انتقل إلى كولونيا عام 1842، أصبح صحفي يكتب لصحيفة راديكالية، صحيفة راينش وأصبح في أكتوبر رئيس تحرير؛ معبراً بشكل متزايد عن آرائه الأشتراكية و أهتمامه بعلم الأقتصاد، و أنتقد كلاً من الجانب اليميني الأوربي بالحكومة وكذلك شخصيات من الحركة الليبرالية والأشتراكية الذي أعتقد أنهم غير فعالين أو نتائج عكسية.[49] جذبت الصحيفة اهتمام رقباء الحكومة البروسية، الذين قاموا بتفحص كل عدد قبل الطباعة لضمان خلوه من المواد المثيرة للفتنة؛ علق ماركس بأنه" يجب أن تقدم صحيفتنا للشرطة حتى يشموها، و إذا شم أنف الشرطة أي شىء غير مسيحي أو بروسي ، لن يسمح للصحيفة أن تظهر".[50] بعد أن نشرة الصحيفة مقالاً ينتقد بشدة الملكية الروسية، طالب القيصر نيكولاي بسببها حظر الجريدة راينش تسايتونج؛ أغلقت الحكومة البروسية الجريدة عام 1843.[51] بعد خطبتهم بسبع سنوات، في 19 يونيو 1843 تزوج ماركس جيني في كنيسة بروتستانتيه في باد كروزناش.[52]
الهياج الشيوعي
باريس : 1843-1845
أصبح ماركس مُحرراً مشاركًا لصحيفة يسارية جذرية جديدة اسمها الحولية الألمانية الفرنسية [الإنجليزية] (بالألمانية: Deutsch-Französische Jahrbücher) والتي أنشأها الاشتراكي الألماني أرنولد روج [الإنجليزية] للتقريب بين الراديكاليين الألمان والفرنسيين.[53] كان مقر الصحيفة في العاصمة الفرنسية باريس، حيث انتقل ماركس مع زوجته في أكتوبر 1843. في البداية سكن جماعياً مع روغه وزوجته في 23 شارع فانو [الإنجليزية]، إلا أنهم وجدوا ظروف الحياة صعبة فانتقلوا إثر ولادة بنتهم البكر جيني عام 1844.[54] على الرغم من هدفها لجذب كتاب من كل من فرنسا وألمانيا، إلا أن الألمان هيمنوا على الحولية، حيث كان الكاتب الوحيد غير الألماني هو الشيوعي اللاسلطوي الروسي المبعد ميخائيل باكونين.[55] شارك ماركس بمقالتين في بحث, "مدخل إلى المساهمة في نقد فلسفة هيجل في الحق"[56] و"حول المسألة اليهودية"،[57] يقدّم في المقال الثاني رأيه حول البروليتارية ( طبقة العمال) وكيف أنّهم قوة ثورية ويوضح فيه اعتناقه للشيوعية.[58] مقال واحد فقط تم نشرة، لكنه كان نجاح نسبي، ويرجع سبب ذلك بشكل كبير لتضمن المقال قصيدة غنائية لهاينرش هاينه يسخر بها من لودفيج ملك بافاريا، مما دفع الولايات الألمانية إلى حظرها و مصادرة النسخ المستوردة ؛ مع ذلك رفض روج تمويل نشر الأصدارات المستقبلية، و تحطمت صداقته مع ماركس.[59] بعد انهيار الصحيفة، بدأ ماركس بالكتابة لصحيفة الألمانية الراديكالية اليسارية الوحيدة التي لم تكن تخضع للرقابة، (Vorwärts). مقرها في باريس، الصحيفة كانت مرتبطة مع رابطة العدالة المكونة من الأشتراكيين المثاليين ؛ حضر ماركس بعض لقاءاتهما لكنه لم يشارك.[60] في (Vorwärts!)،صقل ماركس وجهات نظرة حول الأشتراكية المبنية على أفكار الديالكتيكية المادية لهيغل و فيوربخيان (Feuerbachian)، في نفس الوقت أنتقد الليبراليين و الأشتراكيين الأخرين الموجودين في أوروبا.[61]خلال الفترةِ التي عاش فيها في المنزل رقم 38 في جادة ريو فانيو في باريس (في الفترة بين أكتوبر 1843 و يناير 1845), انشغل ماركس بدراسةٍ مكثفةٍ لـ " الاقتصاد السياسي" ( ادم سميث و وديفيد ريكاردو وجيمس ميل و آخرون) الاشتراكيون الفرنسيون (خصوصاً كلاود هنري، سانت سيمون وتشارلز فوغيي) وتاريخ فرنسا كانت دراسةُ الاقتصاد السياسي دراسةُ سيتابعها كارل ماركس لبقية حياه وينتج عنها أهم اعماله الاقتصادية __ سلسلة "رأس المال" المؤلفة من ثلاثة أجزاء. الماركسية مبنية بشكل كبير على ثلاث مؤثرات، ديالكتيك هيغل، الأشتراكية المثالية الفرنسية و الاقتصاديين الإنجليز. مع دراساته المبكرة لديالكتيك هيغل، الدراسة التي قام بها ماركس في باريس تشير إلى أن جميع مكونات الماركسية (أو الأقتصاد السياسي كما سماها ماركس ) قد أكتملت بحلول خريف عام 1844.rn يعاود ماركس دائما دراسته المختصة بدراسات علوم الاقتصاد بالرغم من إنقطاعه باستمرار عن دراسته لعلم الاقتصاد السياسي نتيجة لمتطلبات الحياة اليومية المتعارف عليها التي تشغل أوقاته مثله مثل أي شخصا أخر بالاضافة إلى المتطلبات التكميلية الخاصة بتحرير الصحيفة الراديكالي (radical newspaper) و فيما بعد يعد إنقطاعه نتيجة لمتطلبات تنظيم مساعي الحزب السياسي و إدارتها خلال السنوات التي قد تصبح فيها انتفاضات المواطنين الشعبية ثورة في أي لحظة. سعى ماركس " لفهم ما يدور بداخل الرأسمالية."[62]
الشكل العام للماركسية تكون حتماً في عقل ماركس في أواخر عام 1844. وبكل تأكيد، كثير من الاراء الماركسية المميزة للسياسة الاقتصادية للعام تم تنفيذها بالتفصيل. وبطبيعة الحال، احتاج ماركس لكتابة كل التفاصيل لأرائه الاقتصادية ليوضح نظريته الاقتصادية الجديدة من وجهة نظره.[63] تبعاً لذلك كتب ماركس مؤلفه المخطوطات الاقتصادية والفلسفية. هذه المخطوطات، تغطي عدة مواضيع، وتتحدث عن مفهوم ماركس للعمل المغترب بالتفصيل بعد ذلك بعام ألف أطروحات حول فيورباخ، اشتهر البيان بأن" الفلاسفة فقط لديهم تفسير للعالم، وهذه النقطة لتغييره". يحتوي هذا العمل على نقد ماركس للمادية ( لكونها تأملية) وللمثالية ( للحد من ممارساتها النظرية ) عمومًا، وكذلك انتقاد الفلسفة لوضعها كحقيقة مجردة فوق العالم المادي. وقد تقدم بذلك بذلك اللمحة الأولى على المادية التاريخية لماركس والتي تضمنت حجته القائلة بأن العاملم لم يتغير فكريًا فحسب, بل طال التغيير الممارسات المادية والفعلية. وبعد استلامه طلبًا من الملك البيروسي. في عام 1845، قامت الحكومة الفرنسية بإيقاف فورواتس بالإضافة إلى وزير الداخلية فرنسوا غيزو وتم طرد ماركس من فرنسا.
بروكسل 1845 - 1847
قرر ماركس الهجرة إلى بروكسل في بلجيكا بعد عدم استطاعته البقاء في فرنسا و أوالانتقال إلى ألمانيا, وقد كان لزامًا عليه أن يتعهد بعدم نشر أي شيء حول موضوع السياسة المعاصرة ليتمكن من الدخول إلى بروكسل. تصاحب في بروكسل مع اشتراكيون اخرين منفيون من جميع أنحاء أوروبا بما فيهم موسي هيس, و كارل هينزين, وجوزيف ويديمير, قبل أن ينتقل اينجلز إلى المدينة منضمًا اليهم. زار ماركس واينجلز قادة الجارتيون بحركة الاشتراكية في بريطانيا عام 1845, وقد استغلا الفرصة للدراسة في مكاتب مختلفة في لندن ومانشيستر. كان قد حضّر بالتعاون مع اينجلز لكتابة الكتاب الذي لطالما اُعتبر أفضل ما تناول مفهوم المادية التاريخية والأيديولوجية الألمانية, الا أن العمل كباقي الأعمال الأخرى العديدة, لم ير النور في حياة ماركس حيث تمت طباعته في العام 1932. وقد تبع ذلك بـ فقر الفلسفة في عام 1847 كردٍ على كتاب فلسفة الفقر الصادر عن الفرنسي بيير جوزيف, الاشتراكي الاناركي, وقد انتقد ايضًا الفكر الاشتراكي الفرنسي بشكل عام.وضعت هذه الكتب الأساس لأشهر أعمال ماركس واينجلز, وهو المنشور السياسي الذي عُرف باسم البيان الشيوعي. انضم ماركس إلى منظمة سرية متطرفة تدعى " حزب العدالة " أثناء اقامته في بروكسل عام 1846,و قد كان ذلك الحزب نشطًا بشكل سياسي سري منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر ( 1830 ) . وقد كان أعضاء حزب العدالة نشطين في ألمانيا وانجلترا وسويسرا بالاضافة إلى فرنسا. في يونيو من عام 1847, تمت اعادة تنظيم حزب العدالة من قبل أعضاء وتحويله إلى مجتمع سياسي علني ناشد الطبقات العاملة بشكل مباشر. وقد سُمّي ذلك المجتمع السياسي باسم " الرابطة الشيوعية ". شارك كل من ماركس واينجلز في صياغة البرنامج والمبادئ التنظيمية للرابطة الشيوعية الجديدة.
تم نشر البيان الشيوعي لأول مرة في الحادي والعشرين لشهر فبراير من العام 1848, بعد أن تمت كتابته للرابطة الشيوعية من قبل ماركس واينجلز وقد استمرت فترة كتابته من ديسمبر عام 1847 حتى يناير من عام 1848. وقد وضع البيان الشيوعي معتقدات الرابطة الشيوعية الجديدة. لم تعد الرابطة الشيوعية راغبة باستمرار سريّتها, فقد ارادت أن تكون أهدافها ونواياها واضحة لجميع الناس بدلًا من اخفاء معتقداتها كرابطة بدأت للتو عملها. وضعت الأسطر الأولى في الكتيب الأساس الرئيسي للماركسية مبتدئةً بالقول " ان تاريخ كل مجتمع متواجد حتى الان هو تاريخ صراع الطبقات " . وقد استمر النظر إلى التناقضات التي ادعى ماركس وجودها انها بسبب تضاب مصالح البرجوازية ( الطبقة الثرية ) والبروليتاريا ( الطبقة العاملة ) . وانطلاقا من هذا, عرض البيان الحجة على سبب دعم الحزب الشيوعي بدلا من الأحزاب الاخرى كالاشتراكية والليبرالية والجماعات في ذلك الوقت لمصلحة البروليتاريا بهدف الاطاحة بالمجتمع الرأسمالي واستبداله بالاشتراكية .
في وقت لاحق من ذلك العام، شهدت أوروبا سلسلة من الاحتجاجات والاضطرابات والثورات، وانتفاضات في كثير من الأحيان عنيفة، والثورات عام 1848. في فرنسا، قادت الثورة إلى الإطاحة بالنظام الملكي وإقامة جمهورية فرنسية ثانية. كان ماركس داعمة لمثل هذا النشاط، وبعد أن تلقت مؤخرا الميراث كبيرة من والده أو أي من 6000 5000 فرنك، وتستخدم يزعم أنه من ثلث العمال البلجيكي لتسليح كانوا يخططون العمل الثوري. وعلى الرغم من الخلاف على مدى صحة هذه الادعاءات الا ان وزارة العدل البلجيكية اتهمته واعتقلته في وقت لاحت وقد أضطر إلى الرحيل إلى فرنسا حيث الحكومة الجمهورية الجديدة في السلطة وهو الأمر الذي أقنعه بأنه سيكون في أمان .
كولون: 1848-1849
بعد بقائه في باريس مؤقتًا, نقل ماركس مقر السلطة التنفيذية للرابطة الشيوعية إلى المدينة وعمل أيضًا على نادي العمال الألمان مع مختلف الألمان الاشتراكيين هناك. وعلى أمل رؤية انتشار الثورة و وصولها إلى ألمانيا, انتقل ماركس إلى كولن حيث بدأ بإصدار منشورات معنونة بمطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا والذي دافع فيه عن أربع نقاط فقط من العشر المضمنة في البيان الشيوعي, معتبراً أن البرجوازيين في ألمانيا حينها يتوجب عليهم قلب النظام الملكي الإقطاعي وكذلك الارستقراطية قبل أن تسقط الطبقة العاملة البرجوازية. وفي الأول من شهر يونيو, بدأ ماركس الكتابة في الجريدة المتعلقة بنهر الراين الجديد, وهو الأمر الذي ساعده ماليًا للعمل على ما ورثه من والده مؤخرًا. ظل ماركس ضمن الكتاب الرئيسيون باستمراره بتحليل الأحداث من وجهة نظر ماركسية وبطرحها في جميع أنحاء أوروبا بالتزامل مع أعضاء اخرين من الرابطة الشيوعية الذين كتبوا البيان, وعلى الرغم من استمرار مساهمتهم إلا انه وفقًا لفريدريك اينجيلز فانها كانت بدكتاتورية بسيطة من ماركس الذي تحكم في اختيار المحتوى.مع ان المحرر للورقة، " ماركس " وبقية الاشتراكيين الثوريين كانوا مرهقين من الشرطة، و " ماركس " قد أُحضِر إلى محاكمة تجريبة في عدة مناسبات، لمواجهة عدة اتهامات تتضمن إهانة المدّعي العام على الملأ، ارتكاب جنحة بحق الصحافة، واستخدام السلاح للتحريض على عصيان ومقاطعة الضرائب التجاريّة، ورغم كل ذلك كان يبري نفسه من كل التهم. أثناء ذلك, انهار البرلمان الديمقراطي في بروسيا, وقدّم الملك فريدريك وليام IV مجلس وزراء جديد لمسانديه المعارضين, الذين نفّذوا تدابير مقاومة-الثورة لمحو اليساريه والعناصر الثورية الأخرى من الدولة. ونتيجةً لذلك, سرعان ما أُقمِعَت جريدة الراين الجديد كما أُمِرَ ماركس بمغادرة الدولة في السادس من آيار. عاد ماركس إلى باريس، حيث كانت في حينها خاضعة للثورة المضادة وانتشار وباء الكوليرا، وسرعان ما طُرد من قبل السلطات حيث اعتبروه تهديداً سياسياً لهم. مع زوجته جيني في انتظارهما لمولودهما الرابع، وغير قادرين على العودة إلى ألمانيا أو بلجيكا، في أغسطس 1849 رغب في اللجوء إلى لندن.
الحياة في لندن
انتقل ماركس إلى لندن في مايو 1849، حيث أمضى بقية حياته. انتقل مقر الرابطة الشيوعية إلى لندن أيضا. في شتاء 1849-1850 وقع تفكك داخل صفوف الرابطة الشيوعية وفي اغسطس قام كارل سشابر بالتحريض على الانتفاضة فوري من جانب جامعة الدول الشيوعية.و ذلك بعدما فصل بيتش بليتش و schapper يعتقدان ان بداية الانتفاضة داخل صفوف الرابطة الشيوعية ,سيجعل الطبقة العاملة في اوربا باكملها بشكل تلقائي تمهد إلى الإنتفاضة التي سينتج عنها خلق ثورة في جميع أنحاء أوروبا, "ماركس و " فريدريك إينغلاس "اعتصموا في مظاهرة غير مخطط لها بالتنسيق مه الدوري الشيوعي الذي روّج للحملة وتمت مقاضاته. لقد مضى عام على الإنتافضة التي تسير كما خطط لها Schapper/ مجموعة بليتش ,قضت عليها الشرطة بسهولة و القوات المسلحة للgouvernements الرجعية في أوروبا. هذا يمكن ماركس من الحفاظ عليها، و توضيح عذاب الدوري الشيوعي نفسه. صرح ماركس ان التغييرات في المجتمع لم تحقق إلى بالجهود المتواصلة وقوة الإرادة من "حفنة من الرجال." عوضا لذلك، يتم في المجتمع التبادل تظهر من خلال التحليل العلمي للمتطلبات الاقتصادية للمجتمع وتتحرك من خلال مراحل مختلفة تجاه الثورة التنمية الاجتماعية. في سياق هذا التطور (حوالي 1850)، وبعد هزيمة 1848 الانتفاضات في مختلف أنحاء أوروبا، ورأى ماركس QUE LE الشيوعي shoulds جامعة تشجيع الطبقة العاملة في الاتحاد مع العناصر التقدمية من البرجوازية الصاعدة من أجل هزيمة الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية من التي تنطوي على مطالب الإصلاحات الحكومية جمهورية دستورية مع المجالس المنتخبة بحرية وعالمية الاقتراع (الذكور). وبعبارة أخرى، يجب على الطبقة العاملة الانضمام مع القوى البرجوازية / الديمقراطية لتحقيق نهاية ناجحة للثورة البرجوازية قبل مشددا على جدول أعمال الطبقة العاملة وثورة الطبقة العاملة.بعد نضال طويل، والذي هدد تدمر الرابطة الشيوعية، سادت وجهة نظر ماركس و، في نهاية المطاف، غادر الفريق يليتش / Schapper الرابطة الشيوعية. أصبحت لندن المقر الرئيسي الجديد للرابطة الشيوعية. وفي تلك الأثناء ، ارتبط ماركس أيضا وبشدة مع العمال الألمان الإشتراكيين الناشئين في مجتمع تعليمي . عقدت جمعية تربية العمال الألمان اجتماعاتها في شارع الطاحونة العظمى، سوهو، منطقة الترفيه وسط لندن. جمعية تربية العمال الألمان وحقق أيضا مع صراع داخلي بين أعضائها، جزء منها جاء بعد ماركس وجزء آخر التي أعقبت Schapper / يليتش فصيل. وكانت القضايا في هذا الانقسام الداخلي نفس القضايا التي أثيرت في الانقسام الداخلي داخل الرابطة الشيوعية. ماركس، ومع ذلك، خسر المعركة مع حركة Schapper / يليتش داخل المجتمع التعليمية العمال الألمان وعلى 17 سبتمبر 1850، استقال من الجمعية.
الكتابة لصحيفة نيويورك تريبيون
أثناء وجوده في لندن، كرس ماركس نفسه لمهمة ثورية تنظيم الطبقة العاملة. و في السنوات الاوائل عاش هو و عائلته في فقراً مدقع وكان مصدر الدخل الرئيسي له زميله انجلز، الذي يستمد الكثير من دخله من الأعمال عائلته. عمل ماركس أيضا كمراسل لصحيفة نيويورك ديلي تريبيون. في السنوات السابقة، وكان ماركس كان قادرا على التواصل مع الجماهير العريضة من الطبقة العاملة عن طريق تحرير صحيفته الخاصة أو تحرير صحيفة الممولة من قبل الآخرين متعاطفة مع فلسفته الآن في لندن، وكان غير قادر على تمويل صحيفته الخاصة وغير قادر على وضع معا تمويل من الآخرين ماركس. وهكذا، سعى ماركس على التواصل مع الجمهور من خلال كتابة مقالات لنيويورك تريبيون. في نيويورك ديلي تريبيون كانت قد تأسست في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل هوراس غريلي في نيسان من 1841. كان الاتصال ماركس الرئيسي حول "تريبيون" تشارلز دانا. في وقت لاحق في عام 1868، وتشارلز دانا ترك تريبيون أن تصبح المالك ورئيس تحرير صحيفة نيويورك صن صحيفة المتنافسة في مدينة نيويورك. ومع ذلك، في هذا الوقت خدم تشارلز دانا على هيئة تحرير تريبيون. قدمت العديد من الأشياء حول تريبيون الصحيفة وسيلة ممتازة لماركس لاستخدام من أجل الوصول إلى جمهور متعاطف في عبر المحيط الأطلسي. بادئ ذي بدء، منذ تأسيسها كانت صحيفة تريبيون غير مكلفة - وهما (2) سنتا للنسخة الواحدة. وفقا لذلك، كانت صحيفة شعبية مع الجماهير العريضة من الطبقة العاملة المشتركة للولايات المتحدة. مع شوط من حوالي 50،000 القضايا، كان تريبيون مجلة معظم عممت على نطاق واسع في الولايات المتحدة. تحريريا، عكس تريبيون الخاصة الآراء المناهضة للرق في غريلي. وفقا لذلك، ليس فقط لم تريبيون ديك قراء واسعة مع الولايات المتحدة وليس فقط فعل ذلك القراء يأتون من الطبقات العاملة، ولكن يبدو أن القراء لتكون من الجناح التدريجي للطبقة العاملة. كان ماركس المادة الأولى لنيويورك تريبيون يوم الانتخابات البريطانية إلى البرلمان ونشرت في 21 أغسطس 1852 قضية تريبيون.كان ماركس واحد فقط من المراسلين في أوروبا أن نيويورك تريبيون المستخدمة. ومع ذلك، مع الأزمة العبودية إلى منتهاها في 1850s في وقت متأخر ومع اندلاع الحرب الأهلية في عام 1861، انخفض اهتمام الجمهور الأمريكي في الشؤون الأوروبية. اعترف ماركس هذا التدهور من الاهتمام بالمواضيع الأوروبي ضمن القراء الأمريكية في وقت مبكر جدا وبدأ يكتب على القضايا التي تؤثر على الولايات المتحدة - ولا سيما "أزمة الرق" و "الحرب بين الدول."
واصل ماركس لكتابة مقالات للنيويورك ديلي تريبيون طالما كان ماركس من أن سياسة Tribune'seditorial كان لا يزال السياسة التقدمية. حتى تغيير في هيئة التحرير في صحيفة تريبيون أحدثت السياسة التحريرية الجديدة في تريبيون. لم يعد كان تريبيون أن تكون ورقة ملغاة قوية ورقة مخصصة لانتصار الاتحاد الكامل في الحرب بين الدول. أيدت هيئة تحرير جديدة سلام مباشرة بين الاتحاد والكونفدرالية مع العبودية تركت سليمة في الكونفدرالية. تبعاً لذلك في عام 1863 أُجبر ماركس على الانسحاب من الكتابة لتريبيون.
من ديسمبر 1851 إلى مارس 1852، كتب ماركس وبرومير لويس الثامن عشر للنابليون، وهو العمل على الثورة الفرنسية عام 1848، والذي توسع على مفاهيمه المادية التاريخية، الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا، والنهوض الحجة القائلة بأن المنتصرة البروليتاريا أن سحق الدولة البرجوازية.
1850s و 1860s أيضا علامة على الخط الفاصل بين ما يراه بعض العلماء المثالية، ماركس الشاب هيغلي من كتابات ماركس أكثر نضجا علميا التفكير في فترة لاحقة. عادة ما يرتبط هذا التمييز مع المدرسة الماركسية البنيوية، وليس كل العلماء يتفقون على أن وجدت. سنوات الثورة من 1848 إلى 1849 كانت تجربة عظمى لكل من ماركس وإنجلز. أصبحوا على يقين من أن كل من وجهة نظرهم الاقتصادية للمسار التاريخ هو السبيل الصحيح الوحيد أن الأحداث التاريخية liuke النهوض الثوري عام 1848 ويمكن تفسير كاف. لبعض الوقت بعد عام 1848، تساءل ماركس وإنجلز إذا تصاعد كامل الثورية لعبت بالكامل. بدأت عندما مر الوقت، إلى الاعتقاد بأن ثورية جديدة يمكن أن يحدث عندما كان هناك آخر الانكماش في الاقتصاد الوطني. وضعهم الانكماش في الاقتصاد الولايات المتحدة في عام 1852 في حالة من التسأل حول حدوث طفرة ثورية عما قريب. كان اقتصاد الولايات المتحدة الجديدة أيضا للقيام بدور المضيف لثورة الكلاسيكية. فإن أي الأزمة الاقتصادية التي بدأت في الولايات المتحدة لن تؤدي إلى الثورة إلا واحدة من أقدم اقتصادات أوروبا "القبض على العدوى" من الولايات المتحدة. وبعبارة أخرى، كان ينظر تزال الاقتصادات في العالم والنظم الوطنية الفردية التي كانت متجاورة مع الحدود الوطنية لكل بلد. كسر "الذعر من 1857" القالب من قبل كل تفكير على الاقتصاد العالمي. بدا لاول مره الذعر الاقتصادي في سنة 1857 علي مستوي العالم اشتاق ماركس للعودة الي دراسه الاقتصاد مره اخري وترك دراستها في عام 1844 وانشغل مع مشروعات اخري في اخر ثلاثه عشر (13) عام مع عودته الي دراسه الاقتصاد مره اخري شعر ماركس انه قادر علي استجاب ما يحدث في العالم بطريقه أفضل.
الأممية الأولى
في عام 1864 اصبح ماركس مشارك في الجمعية الدولية Workingmen الذي استطاع ان يكون المستشار العام لها في 1864 في هذه المنظمة اشترك ماركس في صراع ضد الفوضي تتركز حول ميخائيل باكونين (1814-1876). وعلى الرغم من حسم ماركس ذلك التحدي الخاص بنقل مقر المجلس العام من مدينة لندن إلى مدينة نيويورك عام 1872، وهو الأمر الذي كان يؤيده، إلا أن ذلك قد أدى لتراجع دور المنظمة. وكان الحدث السياسي الأبرز خلال فترة عمل تلك المنظمة هو ذلك الذي قد حدث في باريس عام 1871 حينما ثار سكان مدينة باريس على حكومتهم واعتصموا في المدينة لمدة شهرين. وكرد فعل على القمع الدموي الذي قوبلت به تلك الإنتفاضة قد كتب ماركس أحد أبرز كتيباته "الحرب الأهلية في فرنسا" مدافعاً عن بلدية باريس.ونظرا للإخفاقات والإحباطات المتكررة للثورات والحركات العمالية فقد سعى ماركس لتفهم الرأسمالية فكان يقضي أوقاتاً طويلة في قاعة المطالعة بالمتحف البريطاني دارسا ومتأملا لأعمال الاقتصاديين السياسيين بالاضافة إلى الوثائق الاقتصادية. وفي عام 1857 كانت قد وصلت ملاحظاته ومقالاته القصيرة حول رأس المال والملكية العقارية والعمالة المأجورة والدولة والتجارة الخارجية والسوق العالمية لأكثر من ثمانمائة صفحة؛ ولم تتم طباعة هذا العمل حتى عام 1941، تحت عنوان "Grundrisse". وفي عام 1859 قام ماركس بنشر اسهام في نقد الاقتصاد السياسي، الذي يعد أول أعماله الاقتصادية الحقيقية. وقد عمل في أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر على تأليف ثلاثة مجلدات كبيرة فيما يعرف ب"نظريات فائض القيمة"، التي تناول فيها مُنظِّري الاقتصاد السياسي، وبخاصةً آدم سميث ودايفيد ريكاردو. وعادة ما يُنظَر لهذا العمل على أنه رابع كتابٍ عن رأس المال وأنه يمثل أحد أوائل المؤلفات الشاملة عن الفكر الاقتصادي. وقد تم نشر أول مجلد عن رأس المال في عام 1867، وهو العمل الذي تناول بالتحليل العملية الانتاجية الرأسمالية. هنا فصًّل ماركس نظريته عن فائض القيمة (متأثرا بتوماس هودجسكين) ورؤيته بالنسبة لفائض القيمة والاستغلال، الذي قال أنه قد يؤدي إلى هبوط معدل الربح وانهيار الرأسمالية الصناعية. وقد ظل المجلدان الثاني والثالث مجرد مخطوطات قد واظب ماركس على العمل عليها بقية حياته وقد قام انجلز بنشرها بعد وفاته.
خلال العقد الأخير منة عمره تدهورت حالته الصحية واصبح عاجز عن الجهد المتواصل الذي ميزه في عمله السابق لم يتمكن من التعليق بشكل واضح في السياسة المعاصرة خاصة فيما يتعلق بألمانيا وروسيا ميادة هذا العمل هو أيضًا جدير بالذكر لإقتباسة أخرى مشهورة لماركس : " من كل وفقا لقدرته، لكل وفقا لحاجته".
في رسالة إلى فيرا زاسيوليك مؤرخة في الثامن من آذار 1881، ماركس تبصر الإمكانية في تجاوز روسيا مرحلة الرأسمالية للتنمية و بناء الشيوعية على أساس الملكية المشتركة لأرض خصيصة من القرية مير. الوقت الذي أقر به ان بلدية المناطق الريفية الروسية هي نقطة ارتكازللتجديد الاجتماعي في روسيا. ماركس أيضا حذر تبعا لمير من العمل كوسيلة للانتقال مباشرة إلى المرحلة الاشتراكية بدون مرحلة الرأسمالية السابقة، "سيكون أولا من الضروري للقضاء على التأثيرات الضارة التي تهاجم (المناطق الريفية) من جميع الجهات ". بالنظر إلى القضاء على تلك التأثيرات الضارة، ماركس سمح أن " "ظروف طبيعية في التطور التلقائي" للعامة الريفية يمكن أن تتواجد. مع ذلك، في نفس الرسالة لفيرا زاسيوليك، ماركس أشار أن "في جوهر النظام الرأسمالي. يمكن الفصل التام لوسائل الإنتاج من المنتج في إحدى المسودات من هذه الرسالة، ماركس يكشف شغفه النامي لعلم الإنسان، محفزا من إيمانه بأن الشيوعية المستقبلية ستكون عودة بمستوى أعلى للشيوعية من ماضينا مما قبل التاريخ. هو كتب أن "لاتجاه التاريخي في عصرنا هو الأزمة القاتلة التي مرت الإنتاج الرأسمالي في الدول الأوروبية والأمريكية حيث وصلت فيه أعلى ذروته، وهي الأزمة التي ستنتهي في خرابها، في عودة المجتمع الحديث إلى شكل أسمى من النوع الأكثرعتقا - الإنتاج المشترك والاعتماد ". و أضاف أن " النماء للمجتمعات البدائية كان بشكل لا يقبل المقارنة أكبر من ذلك من السامية، الإغريقية، اللاتينية، الخ المجتمعات، و من باب الأولية أن للمجتمعات الرأسمالية الحديثة". قبل ان يموت، ماركس طلب اينجلز ان يكتب هذه الأفكار، التي قد نشرت في عام 1884 تحت عنوان اصل هذه العائلة، الملكية الخاصة و الدولة.
حياته الشخصية
ماركس و فون ويستفالين كان لديهم سبعة أطفال، لكنهم كانوا مديونين لحد ما بسبب سوء الأحوال المعيشية. ألزموا على العيش في ويلست في لندن، ثلاثة منهم فقط من نجوا إلى سن البلوغ. أبناؤه: جيني كارولين (Jenny Caroline) (1844-1883)؛ جيني لورا (1845-1911)؛ إدجار (1847-1855)؛ هنري إدوارد (1849-1850)؛ جيني إيفلين فرانسيس (1851-1852)؛ جيني جوليا إليانور (1855-1898) و طفل آخر توفي قبل أن يتم تسميته. و هناك أيضا إدعاءات بان ماركس اب لابن يدعى بفريدي الذي أنجبه مدبرة المنزل التي تدعي بهيلين ديموث و ذلك بزواج غير شرعي .كان ماركس يستخدم الكثير من الأسماء المستعارة، غالباً عند استئجار منزل أو شقة، على ما يبدو حتى يصعب على السلطات القبض عليه. أثناء وجوده في باريس كان يستخدم اسم مسيو رامبوز "Monsieur Ramboz"، بينما أثناء وجوده في لندن كان يوقع رسائله تحت اسم أ. ويليامز "A. Williams" وليامز '. أصدقائه أسموه 'مور' -أي الأرض البوار- بسبب بشرته الداكنة و شعره الأسود المتجعّد، شئٌ أمن به أصدقائه جعل مور مشابهاً لأراضي شمال أفريقيا العتيقة، بينما يطلب مور من أبناءه بأن ينادوه 'الحالة القديمة' كصفة له أو 'تشارلي'. هو أيضا أطلق الكنى و الأسماء المستعارة على أصدقاءه و عائلته كذلك، مشيرا إلى فريدريك إينجلز ب"اللواء"، مدبرة منزله ب "لينشن" أو "نيم"، بينما إحدى بناته، جينيشن، كان يشار إليها ب " كي كي امبراطورة الصين" و الأخرى، لورا، كانت معروفة ب "كاكادو" أو "الهوتنتوت".
وفاته
بعد وفاة زوجته جيني في كانون الأول 1881، ماركس أصيب بـ التهاب بالقناة التنفسية الذي أبقاه في اعتلال في الصحة على الأقل ل15 شهر من حياته. مؤخراً أصيب بالتهاب الشعب الهوائية و التهاب الغشاء البلوري المغطي للرئتين مما أدى لوفاته في لندن 14 مارس 1883م. توفي بلا جنسية; قامت عائلته واصدقائه بدفنه في مقبرة هايغيت بلندن, في يوم 17 مارس من عام 1883. كان هناك مابين تسعة إلى أحد عشر مشيّع أثناء جنازته. العديد من أصدقائه المقربين تحدثوا في جنازته، منهم ليبكنشت وفريدريك إنجلز خطبة إنجلز احتوت على الفقرة: في الرابع عشر من شهر مارس، في الثالثة إلا ربع مساءً، أعظم مفكر حي توقف عن التفكير. كان قد ترك وحده بالكاد لدقيقتين ، وعندما عدنا وجدناه على كرسيه المتحرك، قد نام بهدوء، ولكن إلى الأبد وكان من بين الحضور أيضا ابنة ماركس ,ايلانر, و وصهراه الإشتراكيان الفرنسيان شارليز لونقيه وبول لافارق. وألقى مؤسس وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يبكنخت خطاباً باللغة الألمانية أما لونغيه وهو أحد قادة حركة الطبقة العاملة الفرنسية فقد ألقى بياناً قصيرا باللغة الفرنسية. كما تم قراءة برقيتين من حزب العمال في فرنسا وأسبانيا. وبالإضافة إلى خطاب انجلز كان هذا برنامج الجنازة بالكامل. كما حضر الجنازة أشخاص لم تكن لهم صلة قرابة بماركس ومن بينهم ثلاثة شيوعين شركاء لماركس وهم: فريدريش ليسنر الذي سجن لمدة ثلاث سنوات بعد محاكمة الحزب كولونيا الشيوعي في عام 1852 وجي. لوشنر والذي وصفه انجلز بأنه "عضو قديم في عصبة الشيوعيين" وكارل سكورليمر وهو أستاذ الكيمياء في مانشستر وعضو في الجمعية الملكية وناشط شيوعي شارك في ثورة بادن عام 1848. أيضاً كان من بين الحضور راي انكيستر وهو عالم حيوان بريطاني أصبح فيما بعد أكاديمي بارز.عند وفاة انجلز في عام 1895 ترك "جزءاً كبيراً" من ثروته التي بلغت 4.8 مليون دولار لأبنتي ماركس اللتين كانتا على قيد الحياة. يحمل شاهد قبر ماركس رسالة منحوته تقول "يا عمال العالم أتحدوا" وهو لسطر الأخير من البيان الشيوعي، كما احتوى شاهده على مقطع من كتاب احدى عشر اطروحة حول فيورباخ (حرره انجلز): "كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة - لكن المهم هو تغييره". في عام 1954 قام الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى ببناء شاهد قبر ضخم لماركس مع تمثال نصفي له نحته لورانس برادشو، أما قبر ماركس الأصلي فقد بقي بزينة متواضعة وبسيطة. وفي عام 1970 كانت هناك محاولة فاشلة لتدمير هذا النصب التذكاري باستخدام قنبلة محلية الصنع.
أشار المؤرخ الماركسي ايريك هوبسباوم أنه "لا يمكن لأحد أن يقول أن ماركس توفي وهو فاشل" لأنه على الرغم من أنه لم يحصل على أتباع كثيرون في بريطانيا إلا أن كتاباته كانت قد بدأت بالفعل بإحداث تأثير على الحركات اليسارية في ألمانيا وروسيا. وخلال 25 سنة من وفاته كانت الأحزاب الاشتراكية في القارة الأوروبية والتي اعترفت بتأثير ماركس على سياستها تكسب بنسبة مابين 15% و 47% في تلك الدول التي تجري انتخابات ديمقراطية.
أفكاره
التأثيرات
جزء من سلسلة عن |
الماركسية |
---|
بوابة شيوعية بوابة اشتراكية بوابة فلسفة |
- فلسفة غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل؛[64]
- الاقتصاد السياسي الكلاسيكي (الاقتصاد) لآدم سميث وديفيد ريكاردو؛[65]
- الفكر الإشتراكي الفرنسي، وبالأخص فكر جان جاك روسو وهنري دي سان سيمون وبيير جوزيف برودون وشارل فورييه؛
- الفلسفة المادية الألمانية السابقة وخاصة فلسفة لودفيغ فيورباخ؛
- تحليل الطبقة العاملة لفريدريك إنجلز.
وعلى الرغم من أن الفكر الاشتراكي والإجتماعي الفرنسي هو ملهمه إلا أن ماركس أنتقد الاشتراكية الخيالية وذلك بحجة أن مجتمعاتهم الاشتراكية المفضلة ذات النطاق الصغير ستتجه إلى التهميش والفقر، وأن التغيير الكبير في النظام الاقتصادي فقط هو الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير حقيقي.
جاء الإسهام الآخر والمهم لمراجعة ماركس للهيغلية من كتاب إنجلز حالة الطبقة العاملة في إنجلترا في عام 1844 حيث أدت إلى أن يدرك ماركس الجدلية التاريخية بشروط الصراع القبلي كما أدت إلى رؤية الطبقة العاملة الحديثة كأثر قوة متقدمة من أجل الثورة. يعتقد ماركس أنه يستطيع أن يدرس التاريخ والمجتمع علمياً ويتبين اتجاهات التاريخ والنتائج الناجمة من الصراعات الاجتماعية. واستنتج بعض أتباع ماركس إلى أن الثورة الشيوعية ستحدث لا محالة. وعلى أية حال لقد أكد ماركس في أطروحتة الحادية عشرة ضد فويرباخ بأن "كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة - لكن المهم هو تغييره"، ولذلك كرس نفسه محاولاً تغيير العالم.
الفلسفة والفكر الاجتماعي
حدثت أغلب مناظرات ماركس مع المفكرين الآخرين خلال النقد، ولهذا سمي "أول مستخدم عظيم لطريقة النقد في العلوم الإجتماعية". حيث انتقد الفلسفة التأملية والمساواة بين الميتافيزيقا (علم ماوراء الطبيعة) والأيديولوجية (الفكر). وباعتماده على هذه الطريقة حاول ماركس أن يفصل النتائج الرئيسية عن الانحياز الأيدولوجي. وهذا ما وضعه بمعزل عن العديد من الفلاسفة المعاصرين.الطبيعة البشرية
افترض ماركس أساسًا أن التاريخ البشري يتضمن تحويل الطبيعة البشرية، والتي تشمل كلًا من البشر والأشياء المادية. يدرك البشر أنهم يملكون ذات واقعية وذات كامنة. ويرى كل من ماركس وهيغل أن التطور الذاتي يبدأ من تجربة العزلة الداخلية النابعة من هذا الإدراك، ثم يتبعها الإدراك بأن الذات الواقعية (كعامل ذاتي) تجعل نظيرتها الكامنة كائن يمكن ادراكه والإحساس به. يقول ماركس كذلك، عن طريق التشكل الطبيعي بالصفة المطلوبة ، يبدأ الكائن (الفرد) بأخذ الأهداف والموضوعات وكأنها خاصته , مما يسمح للفرد بأن يكون إنساناً كاملاً. وطبقا لرأي ماركس فإن طبيعة الإنسان -Gattungswesen أو species-being تحقيق النوع لذاته- فيما بعد توجد بوصفها وظيفة للعمل الإنساني. فكرة ماركس الأساسية حول العمل الهادف هو : الإفتراض القائل بأن على الفرد أن يؤثر أولاً على واقعة والأشياء المادية في بيئته ليتصالح مع أهدافه المتنافرة (المغتربة). يقر ماركس بأن هيغل "يعي طبيعة العمل ويفهم الإنسان الموضوعي، والحقيقي بسبب الواقعية وأن ذلك نتيجة لعمله"، ولكن يتميز التطور الذاتي الهيغلي أنه "روحاني" ومجرد بإفراط. وبالتالي فإن ماركس يختلف عن هيغل بإصراره على "حقيقة أن الإنسان مادي وواقعي وحسي وموضوعي وخلق بقدرات طبيعية مما يعني أنه لديه أهداف واقعية وحسية من أجل طبيعته كأهداف للتعبير عن حياته أو أنه يستطيع فقط أن يعبر عن حياته بأهداف حسية واقعية". وبناء على ذلك قام ماركس بتنقيح مصطلح الهيغلية "العمل work" وحوله إلى "العملlabour" المادي، وذلك في اطار قدرة الإنسان على تحويل طبيعة مصطلح "قوة العمل".الأيدي العاملة و صراع الطبقات و الوعي الزائف
«لا يزال يُفَسر تاريخ جميع المُجتمعات الحالية بتاريخ صراعات الطبقات.» – كارل ماركس, بيان الحزب الشيوعي[66]
كان لدى ماركس اهتمام خاص بكيفية تعامل الناس مع المصدر الأساسي لهم وهي
قوة عملهم. وقد كتب عن هذا بشكل واسع وذلك من ناحية مشكلة الإغتراب. وكما
هو الحال مع نظرية الجدلية، بدأ ماركس بفكرة الهيغلية عن الإغتراب ولكنه
طورها لتصبح ذات مفهوم أكثر مادية. تتوسط الرأسمالية
علاقات الإنتاج الإجتماعية (مثل العلاقات الموجودة بين العمال أو بين
العمال والرأسماليين)، وذلك من خلال السلع التي تشترى وتباع في السوق،
ويشمل ذلك العمل. بالنسبة لماركس فهو يرى أن امكانية أن يتخلى شخص ما عن
ملكية عمله الخاص - قدرة الشخص على تغيير العالم - فإن هذا بمثابة أن يتصرف
الشخص بخلاف طبيعته؛ أي أنها خسارة روحية. يصف ماركس هذه الخسارة بالصنمية
السلعية حيث أن الأشياء التي ينتجها الناس أي السلع تظهر لتكون له حياة
وحركة خاصة بها.تقدم صنمية السلع مثالا لما أسماه إنجلز "الوعي الزائف" والذي يتعلق بشكل وثيق بفهم الأيدولوجية. كان ماركس وانجلز يقصدون "بالأيدولوجية " أي الأفكار التي تعكس مصالح طبقة معينة في وقت معين في التاريخ، ولكن المعاصرون يرونها شاملة وأبدية. لم تكن وجهة نظر إنجلز وماركس أنها فقط معتقدات في أحسن الأحوال نصفها حقيقة بل أن هذه المعتقدات تؤدي وظيفة سياسية مهمة. وبعبارة أخرى، فإن التحكم الذي تمارسه بعض الفئات على وسائل الإنتاج لا يشمل فقط التحكم بإنتاج الأغذية أو السلع المفيدة ، بل يشمل كذلك إنتاج الأفكار (وهذا يوفر تفسيراً محتملاً لكون فئة المرؤوسين تحتفظ لنفسها بالأفكار المتعارضة مع مصالحها). مثال على هذا النوع من التحليل هو فهم ماركس للدين، وقد تم تلخيصه في فقرة التمهيد لمساهمته في نقد فلسفة الحق لهيغل 1843. المعاناة الدينية هي، في آن واحد ، التعبير عن معاناة حقيقية و احتجاج على المعاناة الواقعية. الدين هو تنهيدة المخلوق المضطهد، القلب لعالم عديم الرحمة، و الروح للشروط أو الحالات اللا إنسانية. إنه مخدر الناس. إلغاء الدين بصفته سعادة وهمية للشعب هو متطلب السعادة الحقيقية. أن ندعوهم للتخلي عن أوهامهم حول حالتهم هو أن ندعوهم للتخلي عن حالة تتطلب الأوهام. في حين أن كبيرصالة ألعابه الرياضية جادل أطروحة أن للدين هدفاً إجتماعياً أساسياً متمثلاً في تعزيز التضامن الإجتماعي، يرى ماركس أن الوظيفة الاجتماعية للدين هي تسليط الضوء على الحفاظ على الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة وعدم المساواة.
الإقتصاد و التاريخ و المجتمع
كانت أفكار ماركس حول العمل مرتبطة بوضع أسبقية العلاقة الاقتصادية لتحديد ماضي المجتمع وحاضره ومستقبله (انظر الحتمية الاقتصادية أيضا). يتشكل النظام الإجتماعي من إدخار الرأس مال . التغيير الاجتماعي، في نظر ماركس، كان حول الصراع بين المصالح المتعارضة، مدفوعا بالخفية ، من قبل القوى الاقتصادية. وقد أصبح هذا مصدر إلهام لمجموعة أعمال عرفت بإسم الصراع. في نموذجه للتطورعبر التاريخ، جادل ماركس بأن التاريخ البشري بدأ مع العمل الحر والإنتاجية والإبداع والذي تحول عبر الزمن بالإكراه واللإنسانية، والتي كانت صفات سائدة في ظل الرأسمالية. لاحظ ماركس أن هذا لم يكن شيئاً متعمداً، بل أنه لا يمكن لفرد أو حتى ولاية مقاومة قوى الاقتصاد.تعتمد منظمة المجتمع على وسائل الانتاج . أشياء كالأراضي والموارد الطبيعية والتكنولوجيا تحديداً هامة لانتاج السلع المادية وعلاقات الانتاج, بعبارة آخرى , العلاقات الاجتماعية التي يتشاركها الناس ليكتسبوا ويستخدموا وسائل الانتاج هذه الأشياء معاُ تؤلف طريقة الانتاج وقد ميز ماركس حقب تاريخية من ناحية طرق الانتاج المميزة فرق ماركس بين الأساس والبنية الفوقية, فالأساس (أو البنية التحتية) ترمز إلى النظام الاقتصادي, بينما البنية الفوقية ترمز إلى النظام السياسي والثقافي واعتبر ماركس هذا عدم تطابق بين البنية التحتية (الاقتصادية) والبنية الفوقية (الاجتماعية) كمصدر رئيسي للصراع والاضطراب الاجتماعي وعلى الرغم من تأكيد ماركس على نقد الرأسمالية ومناقشة المجتمع الشيوعي الجديد الذي ينبغي ان يحل محلها, الا انه دافع عن نقده الصريح للرأسمالية برؤيته كمجتمع أفضل مقارنة بسابقاته (العبودية والاقطاعية) لم يتحدث ماركس بوضوح عن القضايا الأخلاقية والعدالة ولكن يتفق العلماء بأن أعماله تضمنت تلك المفاهيم.
رأي ماركس في الرأسمالية كان ذو جانبين. من ناحية, لاحظ ماركس_ في القرن ال19 في أعمق نقد للجوانب الإنسانية لهذا النظام _أن السمات المميزة للرأسمالية تتضمن الاغتراب والاستغلال والاحباطات الدورية المتكررة مما أدي لارتفاع معدلات البطالة. وعلى الجانب الآخر, تميزت الرأسمالية ب"خصائص تطوير عالمية صناعية ثورية والنمو والتدرج" (يقصد بها ماركس التصنيع والتحضر والتقدم التكنولوجي، وزيادة الإنتاجية والنمو والعقلانية والثورة العلمية) واللازمة للتقدم. أعتبر ماركس الطبقة الرأسمالة كواحدة من أكثر الطبقات ثورية في التاريخ لأنها كانت تحسن باستمرار وسائل الانتاج أكثر من أي فئة آخرى وكانت المسئولة عن الاطاحة بالاقطاعية وتحولها للرأسمالية يمكن أن يحفز النظام الرأسمالي زيادة النمو لان المستثمر الرأسمالي يمكن أن يحصل على حافز يدفعة لإعادة استثمار الارباح في التقنيات الحديثة و المعدات الأساسية .
بالنسبة لماركس فان الرأسماليين قد استفادوا من الاختلاف بين سوق العمل وسوق أي سلعة يمكن أن تنتجها الرأسمالية لاحظ ماركس أنه في كل قطاع ناجح تكون تكلفة الإنتاج للوحدة أقل من سعر الوحدة المنتجة أطلق ماركس على هذا الفرق اسم "القيمة الزائدة" قائلاً أن هذه القيمة الزائدة مصدرها العمالة الزائدة, الفرق بين ما يتكلفه لابقاء العاملين احياء وما ينتجوه نظرة ماركس المزدوجة للرأسمالية يمكن ملاحظتها في وصفه للرأسماليين: حيث يشير لهم بمصاصي دماء يشربون من دماء العمال وفي نفس الوقت, يشير إلى ان تحقيق الربح يكون"بأي حال من الأحوال ظلم", وأن الرأسماليين ببساطة لا يمكنهم معارضة النظام تكمن المشكلة الحقيقية في الخلايا السرطانية للرأسمالية, والغير مفهومة على كونها عقار ومعدات ولكن كعلاقات بين عمال وملاك_ النظام الاقتصادي بشكل عام وفي نفس الوقت، أكد ماركس أن الرأسمالية غير مستقرة وعرضة للأزمات الدورية وأشار أنه مع مرور الوقت سيزيد استثمار الرأسماليون في التقنيات الجديدة ويقل في العمالة ولأن ماركس يؤمن بأن القيمة الزائدة المخصصة للعمالة هي مصدر الربح فتوصل إلى ان معدل الربح سينخفض حتى مع النمو الاقتصادي يعتقد ماركس أن ازمات حادة على نحو متزايد ستتخلل هذه الدورة من النمو , الانهيار , ثم المزيد من النوم علاوة على ذلك فانه يعتقد انه على المدى الطويل ستثري وتمكن هذه العملية حتماً الطبقة الرأسمالية وتفقر الطبقة العاملة في القسم الأول ببيان الشيوعية, يصف ماركس الاقطاعية, الرأسمالية والدور الذي تلعبه الفوارق الاجتماعية في العملية التاريخية: كما نرى:
«وسائل
الانتاج والتبادل والتي عليها بنيت البرجوازية نفسها نشأت في مجتمع اقطاعي
وفي مرحلة معينة من تطور وسائل الانتاج والمقايضة هذه, الظروف التي أنتجت
المجتمع الاقطاعي وتبدلت لم تعد العلاقات الاقطاعية للمتلكات متوافقة مع
القوى المنتجة المتطورة بالفعل بل أصبحت مقيدة للغاية. كان لابد لها من ان
تنفجر ارباً, بل انفجرت ارباً حل مكانها المنافسة الحرة مصاحبة للدستور
السياسي والاجتماعي المناسب لها, والسيطرة السياسية والاقتصادية للطبقة
البرجوازية حركة مشابهة تجري أمام أعيننا القوى المنتجة من قلب المجتمع لم
تعد تميل إلى مواصلة تطوير أوضاع الملكية البرجوازية، بل على العكس من ذلك،
بعد أن أصبحت قوية للغاية لتتغلب على كل الظروف التي كانت تقيدها، أصبحت
تفرض الأنظمة والقرارات في كل المجتمع البرجوازي، مما عرض وجود هذه الملكية
البرجوازية للخطر.»
ماركس يعتقد أن تلك التناقضات الهيكلية داخل الرأسمالية ستؤدي إلى
نهايتها، مفسحة الطريق إلى الاشتراكية، أو إلى مجتمع شيوعي ما بعد
رأسمالي :
«تطور
الصناعة الحديثة، أدى بالتالي إلى سحب البساط من تحت قدمي الملكية
البرجوازية التي كانت تنتج وتتملك المنتجات. لقد حفرت البرجوازية قبرها
بنفسها حين تعالت على الجميع بصناعاتها. سقوطها وانتصار البروليتاريا على
التساوي كان شيئاً لا مفر منه.»
بفضل ما قدمته الرأسمالية وأشرفت عليه من مناهج ، كمنهج التحضر، وتأصيل
فكرة الطبقة العاملة، وَجب على البروليتاريا أن تنمي عدد من المناهج وتطور الوعي الطبقي،
في الوقت الذي أدركت فيه قدرتها على تغيير النظام ووجوب تغييره. يعتقد
ماركس أنه إذا كانت البروليتاريا وضعت للإستيلاء على وسائل الإنتاج، فإنها
ستقوم بشجيع العلاقات الاجتماعية التي من شأنها أن تفيد الجميع على قدم
المساواة، وتلغي الإستغلال الطبقي، وتدخل نظام إنتاج أقل عرضة للأزمات
الدورية. جادل ماركس عن طريق الإيديولوجية الألمانية أن الرأسمالية ستنتهي
من خلال الإجراءات المنظمة للطبقة العاملة العالمية: الشيوعية بالنسبة لنا
هي ليست حالة من العروض المقرر إنشاؤها، هي مثالية للواقع الذي سيتكيف
معها. نحن ندعو الشيوعية الحركة الواقعية التي تلغي الحالة الراهنة للأمور.
حالة هذه الحركة نتجت من وعود اللحظة الراهنة." في هذا المجتمع الجديد
الاغتراب الذات سينتهي، وسوف يستطيع البشر أن يكونوا أحراراً في التصرف دون
التقيد بسوق العمل. سيكون مجتمعاً ديمقراطياً، يمنح الإقتراع لجميع
السكان. في مثل هذا العالم المثالي سيكون هناك قليل من الحاجة إن وجدت
للدولة، والتي كان هدفها التغريب. أفترض ماركس أن ما بين الرأسمالية وبدء
إقامة النظام الاشتراكي / الشيوعي، دكتاتورية البروليتاريا- في الفترة حين
تولت الطبقة العاملة السلطة السياسية وفرضت الإشتراكية بالقوة على وسائل
الإنتاج - من شأنها أن تتواجد. كما كتب في كتابه "نقد برنامج غوتا"، "بين
المجتمع الرأسمالي والشيوعي تكمن فترة التحول الثوري إحداهما للأخرى. أيضاً
في المقابل لذلك تكون فترة الانتقال السياسي في الدولة التي لا يمكن أن
تكون سوى ديكتاتورية ثورية للبروليتاريا ". في حين سمح لاحتمال انتقال سلمي
في بعض البلدان التي تحوي هياكل مؤسسية ديمقراطية قوية (مثل بريطانيا
والولايات المتحدة وهولندا)، أشار إلى أنه في البلدان الأخرى التي تحوي
تقاليد قوية مركزية التوجة للدولة، مثل فرنسا وألمانيا، "رافعة ثورتنا يجب
أن تكون هي القوة ".إرثه
روبرت سي تاكر يعزي الفضل لأفكار ماركس بالتأثير عميقا في كل من مجالات التاريخ والمجتمع والاقتصاد والثقافة والسياسة، وطبيعة الاستجواب الإجتماعي. اعتبر فرانسيس وين كاتب سيرة ماركس أن "تاريخ القرن العشرين" هو "تراث ماركس"، في حين يعتقد الفيلسوف بيتر سنغر أن تأثير ماركس قابل للمقارنة مع تأثير يسوع المسيح و محمد. وقد لاحظ المغني أن "أفكار ماركس أنتجت علم الاجتماع الحديث، حولت دراسة التاريخ، وأثرت على علم الفلسفة تأثيرا عميقا، كما أثرت على الأدب والفنون." وقد وجدت استطلاعات بي بي سي بأن ماركس يعتبر أفضل "مفكر في الألفية."
إريك فروم يصنف ماركس، جنبا إلى جنب مع فرويد وألبرت آينشتاين، على أنهم "المهندسين المعماريين للعصر الحديث"، لكنه يرفض فكرة أن ماركس وفرويد متساويان في الأهمية، مؤكدا انه يرى ماركس أكثر أهمية بكثير تاريخيا من فرويد ويراه أيضا مفكرا أكثر دقة. قال فيليب ستوكس أن أفكار ماركس قادته ليصبح "المفكر العقلانى المحبوب عند كلاً من مفكرى أوروبا وأمريكا حتى فترة الستينيات" تأثر ماركس بتخصصات مثل علم الآثار, علم الأنسان, علوم الأعلام والسياسة, المسرح, التاريخ, نظريات علم النفس, دراسة الثقافات المختلفة, التعليم, الأقتصاد, الجغرافيا, النقد الأدبي, علم الجماليات, التحليل النفسى, والفلسفة. واعتبرت شهرة وتأثير ماركس الواسعة بناء على اعماله في " التمكين الأخلاقى للغة النقد" ضد المجتمع الرأسمالى المهيمن. المعلقين المتأخرين اتفقوا على أنه لا توجد هيئة عمل أخرى متصلة بالعصر الحديث وفي ذات الوقت صريحة جدا حول الحاجة إلى التغيير.
الماركسية
مؤسس علم الاجتماع
عادة ما يستشهد ماركس، جنباً إلى جنب مع إميل دوركهايم وماكس فيبر، باعتباره واحداً من المهندسين الرئيسيين الثلاثة للعلوم الإجتماعية الحديثة. وعلى النقيض من الفلاسفة، وعرضت ماركس النظريات التي غالبا ما يمكن اختباره مع المنهج العلمي. تعيين كل من ماركس وأوغست كونت إلى تطوير الأيديولوجيات مبررة علميا في أعقاب العلمانية الأوروبية والتطورات الجديدة في فلسفات التاريخ والعلوم. بينما ماركس، والعمل في التقليد الهيغلي، رفض Comtean السوسيولوجية الوضعية، في محاولة لوضع العلم في المجتمع وقال انه على الرغم من ذلك جاءت لتكون معترف بها باعتبارها مؤسس علم الاجتماع كما اكتسبت كلمة معنى أوسع. في النظرية الاجتماعية الحديثة، يعرف علم الاجتماع الماركسي بواحد من وجهات النظر التقليدية الرئيسية. يري أشعيا برلين ماركس علي انه مؤسس علم الاجتماع الحديث "الأقدر بذلك اللقب حتي تلك اللحظة"مراجع مختارة
- البيان الفلسفية للمدرسة التاريخية من قانون (1842)
- نقد فلسفة الحق عند هيغل، 1843 حول المسألة اليهودية، 1843
- ملاحظات حول جيمس مطحنة، مخطوطات 1844 الاقتصادية والفلسفية 1844 1844
- العائلة المقدسة، 1845
- أطروحات حول فيورباخ، 1845
- الإيديولوجيا الألمانية، 1845
- بؤس الفلسفة، 1847
- أجور العمل ورأس المال، 1847
- بيان من الحزب الشيوعي، 1848
- الصراعات الطبقية في فرنسا، 1850
- الثامن عشر من برومير لويس نابليون، 1852 Grundrisse، 1857
- مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ، 1859
- كتابات على الحرب الأهلية الأميركية، 1861 نظريات فائض القيمة،
- 3 مجلدات، 1862 القيمة والسعر والربح، 1865
- رأس المال، المجلد الأول (كتاب رأس المال)، 1867
- والحرب الأهلية في فرنسا، 1871 نقد برنامج غوتا، 1875
- ملاحظات حول فاغنر 1883
- رأس المال، المجلد الثاني (نشرت بعد وفاته من قبل انجلز)، 1885
- رأس المال، المجلد الثالث (نشرت بعد وفاته من قبل انجلز)، 1894
- ماركس وإنجلز على الولايات المتحدة (نشرت بعد وفاته من قبل دار التقدم، موسكو)، 1979
وفاته
توفي كارل ماركس في 14 مارس 1883 ودفن في مقبرة هاي غيت (Highgate Cemetery) بلندن.وقد حضر جنازته العديد من اصدقائه المقربين ومن ضمنهم ويلهلم ليبكنشت, وقال فريدريك أنجلز كلمته وهي:“في الخامس عشر من مارس، في الثالثة الا ربع بعد الظهر، المفكر العظيم توقف عن التفكير، وقد كنا قد تركناه بالكاد دقيقتين لوحده، ولما عدنا وجدناه على كرسيه، وقد غط في نومه بسلام-ولكن للأبد.” |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق