"كارل ماركس"..الفيلسوف الشيوعي الذي تبناه أرستقراطي
"كارل ماركس"..الفيلسوف الشيوعي الذي تبناه أرستقراطي
"الدين أفيون الشعب" كلمات اختتم بها الفيلسوف الألماني كارل ماركس نصه، عندما قال "الدين زفرة الكائن المثقل بالألم وروح عالم لم تبق فيه روحـ وفكر عالم لم يبق فيه فكر، أنه أفيون الشعب"،
منتقدًا بها الرأسمالية المضطهدة للإنسان، أراد القول أن الدين هو آخر ما
تبقى للإنسان في العالم الرأسمالي عديم الرحمة، وأراد ماركس بكلماته خيرًا
إلا أنها حُرفت ليثار حولها جدلًا واسعًا، فيما حمل ماركس على عاتقه الدفاع
عن العامل المُضطهد واستغلال الرأسمالية له، والذي عرضه للنفي السياسي.
مولده
ولد كارل ماركس، في مدينة ببلدة ترير جنوب غرب ألمانيا في 5 مايو 1818م، لأسرة برجوازية صغيرة، وقرر والده اعتناقهم البروتستانتية لحمايتهم من الاضطهاد، وللحفاظ على مهنته كمحامي.
دراسته
درس الحقوق والاقتصاد السياسي بجامعة بون، ثم التاريخ والفلسفة في جامعة برلين، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة ما بين عامي 1835 و1841م، حول موضوع الفوارق الموجودة في فلسفة الطبيعة عند كل من ديموقريطس وأبيقور، مما مكنه من الإلمام بفلسفة الإغريق، وكان والده معارضًا لدراسته للفلسفة، وأراده أن يدرس القانون.
مشواره الفكريمولده
ولد كارل ماركس، في مدينة ببلدة ترير جنوب غرب ألمانيا في 5 مايو 1818م، لأسرة برجوازية صغيرة، وقرر والده اعتناقهم البروتستانتية لحمايتهم من الاضطهاد، وللحفاظ على مهنته كمحامي.
دراسته
درس الحقوق والاقتصاد السياسي بجامعة بون، ثم التاريخ والفلسفة في جامعة برلين، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة ما بين عامي 1835 و1841م، حول موضوع الفوارق الموجودة في فلسفة الطبيعة عند كل من ديموقريطس وأبيقور، مما مكنه من الإلمام بفلسفة الإغريق، وكان والده معارضًا لدراسته للفلسفة، وأراده أن يدرس القانون.
وكان انضمامه للنوادي الفكرية وعمله بالصحافة الخطوات الأولي في تكوين فكره بعد دراسة الفلسفة، حيث انتمى في شبابه لعدة نوادي فكرية أبرزها نادي "الهجليين اليساريين الشباب"، قرر بعدها امتهان الصحافة فكتب في مجلة "راينش تسايتونج" بمدينة كولون، وكانت لكتاباته السياسية والفلسفية أثر كبير في الرأي العام للدرجة التي دفعت السلطات إلى منع الصحف التي كان يكتب فيها.
مشكلات سياسية
واجه ماركس طوال مشواره الفكري مشكلات كبيرة تمثلت في طرده من دولة قرر الاستقرار بها، ففي عام 1844م انتقل إلى باريس، حيث ألتقى رفيق دربه الفكري "فريدرك انجلز"، وما لبث أن طُرد منها بسبب أنشطته السياسية التحريضية، متوجهًا إلى بروكسل ليطرد منها عام 1848م، وقرر العودة إلى باريس إلا أنه طُرد منها مرة أُخرى، متوجهًا إلى لندن واستقر بها حتى وفاته عام 1883م.
أنشطة سياسية.. وطرد
زخرت حياة ماركس بالعديد من الأنشطة السياسية التي تسببت في طردة من الدول التي لجأ إليها، أبرزها مساهمته في تأسيس "عصبة الشيوعيين"، بالإضافة إلى اشرافه على إعداد البيان الشيوعي عام 1848م، والتحريض على قيام الثورات العمالية ببعض البلدان الأوروبية.
وفي عام 1864م ساهم كارل ماركس في تأسيس الرابطة الدولية للعمال، عُرفت باسم "الأممية الشيوعية الأولى"، وفي عام 1871م بدأت الرابطة في الانتشار بالتحديد عقب محاولات "باكونين" تصفية الأممية من خلال التشويش على النضال العمالي، ونُقلت الرابطة قبل حلها عام 1876م، إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
"ماركس" يكتب "رأس المال"
وفي
السنوات الأخيرة من حياته التي عاشها في لندن، انكب ماركس على دراسة
التاريخ والاقتصاد السياسي، وكتابة مؤلفه الشهير "رأس المال"، الذي يمثل
عماد الاقتصاد السياسي الماركسي وأهم كُتب في القرن الـ19، ويتألف الكتاب
من 9 مجلدات أنجزهم كارل ماركس عام 1867م، عدا المجلد الأخير، حيث جمعه
وأتمه "فريدريك أنجلز" رفيق مشواره الفكري.
"انجلز" أرستقراطي دعم ماركس
التقى كارل ماركس بـ"فريدريك انجلز" لأول مرة في مكتب جريدة "راينسش زيوتنغ" بباريس عام 1844م، وكان ماركس آنذاك معجبًا بكتاب انجلز المعني بـ"نقد الاقتصاد السياسي"، ووجد فيه مايكمل المسيرة الفكرية الماركسية، فكان فكر ماركس يرسخ فكرة أن القوى الاجتماعية والسياسية تحرك عجلة التاريخ، إلا أنه افتقد المعرفة المباشرة بالرأسمالية في التطبيق.
وعلى الرغم من كون "انجلز" أحد أبناء الطبقة الأرستقراطية، إلا أنه اهتم كثيرًا بالعمال و" البروليتاريا"، فكان "انجلز" قد انتقل لمقاطعة "لانكشاير" عام 1842م، لتعلم مهنة العائلة، إلا أنه قصد الإطلاع على التأثيرات الإنستانية الناتجة عن الرأسمالية في ظل العهد الفيكتوري، فقسم وقته بين نهارًا يعمل مديرًا ببورصة القطن، وليلًا متحريًا بشوارع الأحياء الفقيرة في المدينة لجمع المواد لكتابه "وضع الطبقة العاملة في انجلترا".
"أنجلز" و"ماركس" يتوحدان
وبرغم الفترة القصيرة التي قضياها ماركس وانجلز سويًا في باريس وكانت 10 أيام، إلا أن "انجلز" كتب عنها قائلًا "عندما زرت ماركس في باريس خريف عام 1844، غدا واضحا اتفاقنا التام في جميع المجالات النظرية وبدأ عملنا المشترك منذ ذلك التاريخ".
فقد أكملا الاثنان بعضهما، ماركس بثروته المعلوماتية وأنجلز بخبرته في الثروة، وكان ماركس يعيش حالة من الفوضى والفقر المدقع معظم حياته ويكتب ببطء ضائعة كلمات كتاباته التي امتزجت بالحبر والتصحيحات، وعلى النقيض كانت كتابات "انجلز" مرتبة مواصلًا انتاج الكتب والرسائل المقالات الصحفية وعلى الطرف الآخر الفوضى التى عاشها ماركس، وأيقن "أنجلز" وقتها أنه وجب عليه تقديم الدعم الفكري والمادي، ليخفف عناء الحياة والعمل عند ماركس.
التقى كارل ماركس بـ"فريدريك انجلز" لأول مرة في مكتب جريدة "راينسش زيوتنغ" بباريس عام 1844م، وكان ماركس آنذاك معجبًا بكتاب انجلز المعني بـ"نقد الاقتصاد السياسي"، ووجد فيه مايكمل المسيرة الفكرية الماركسية، فكان فكر ماركس يرسخ فكرة أن القوى الاجتماعية والسياسية تحرك عجلة التاريخ، إلا أنه افتقد المعرفة المباشرة بالرأسمالية في التطبيق.
وعلى الرغم من كون "انجلز" أحد أبناء الطبقة الأرستقراطية، إلا أنه اهتم كثيرًا بالعمال و" البروليتاريا"، فكان "انجلز" قد انتقل لمقاطعة "لانكشاير" عام 1842م، لتعلم مهنة العائلة، إلا أنه قصد الإطلاع على التأثيرات الإنستانية الناتجة عن الرأسمالية في ظل العهد الفيكتوري، فقسم وقته بين نهارًا يعمل مديرًا ببورصة القطن، وليلًا متحريًا بشوارع الأحياء الفقيرة في المدينة لجمع المواد لكتابه "وضع الطبقة العاملة في انجلترا".
"أنجلز" و"ماركس" يتوحدان
وبرغم الفترة القصيرة التي قضياها ماركس وانجلز سويًا في باريس وكانت 10 أيام، إلا أن "انجلز" كتب عنها قائلًا "عندما زرت ماركس في باريس خريف عام 1844، غدا واضحا اتفاقنا التام في جميع المجالات النظرية وبدأ عملنا المشترك منذ ذلك التاريخ".
فقد أكملا الاثنان بعضهما، ماركس بثروته المعلوماتية وأنجلز بخبرته في الثروة، وكان ماركس يعيش حالة من الفوضى والفقر المدقع معظم حياته ويكتب ببطء ضائعة كلمات كتاباته التي امتزجت بالحبر والتصحيحات، وعلى النقيض كانت كتابات "انجلز" مرتبة مواصلًا انتاج الكتب والرسائل المقالات الصحفية وعلى الطرف الآخر الفوضى التى عاشها ماركس، وأيقن "أنجلز" وقتها أنه وجب عليه تقديم الدعم الفكري والمادي، ليخفف عناء الحياة والعمل عند ماركس.
رسائل "أنجلز" لماركس
قام "أنجلز" بدور الراعي لماركس، فكان يبعث له النقود ليقتات بها، ويهتم بحياته الصحية ويحذره دائما بألا يهمل أبحاثه، وفي نوفمبر 1844م أرسل له رسالة يحثه فيها على تحويل
ملاحظاته السياسية والاقتصادية لكتاب، وبعد 3 شهور تلتها رسالة أُخرى تقول
" حاول أن تكمل كتابك في الاقتصاد السياسي حتى لو كان الكثير فيه مما
لايرضيك، لايهم الأمر حقًا، فالعقول نضجت ويجب أن نوجه ضربتنا مادام الحديد
ساخنا...حاول، لذلك، أن تنهيه قبل شهر نيسان، نظم أمرك كما أفعل، ضع لنفسك
موعدًا أخيرًا تكمل فيه الكتاب بلا ريب، وتأكد أن تدفعه إلى الطبع سريعا".
أعمال مشتركة
ومر 20 عامًا على الرسالة سلم بعدها ماركس المجلد الأول من الكتاب، واستمر التعاون بينهما، حيث اشتغلا معًا على عددًا من الأعمال، أبرزها "الإيديولوجية الالمانية" و"العائلة المقدسة"، ونشر ماركس أيضًا نقده للاشتراكية الطوباوية عند جوزيف برودون، بعنوان "بؤس الفلسفة"، بالإضافة إلى مخطوطاته الباريسية عام 1844م.
رحيله
رحل ماركس يوم 14 مارس 1883م، تاركًا رصيدًا زاخرًا بالفكر الإنساني والفلسفي، ومبادىء الشيوعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق