اعلان اغتيال زئيفي
لا يمكن النظر لعملية تصفية الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي بمنظار الثأر، كما لا يمكن النظر لأي طلقة فلسطينية في الصراع مع العدو الصهيوني باعتبارها ثأر، فكل فعل مقاوم قام به الفلسطينيون ضد المشروع الصهيوني منذ بدايته يهدف لانتزاع الحرية والحقوق الفلسطينية الثابتة من بين أنياب هذا المشروع العنصري الاستعماري.
وفقاً لذات المنطق والسياق، لا شيء في هذا العالم يسمح لنا بالمساواة بين الشهيد الإنسان والقضية القائد الكبير أبو علي مصطفى والعنصري الصهيوني البائد رحبعام زئيفي، ولو قتلت المقاومة الفلسطينية السياسيين الصهاينة كافة، ومعهم بقية قطع المنظومة الصهيونية فإننا لا نعطي الشهيد القائد أبو علي مصطفى جزء من حقه.
قيمة هذه العملية الأساسية في كونها برهان على قدرة المقاومة الفلسطينية في إسقاط معادلة فرض الوجود الصهيوني في بلادنا، فلا أمن ولا أمان لواحد من المحتلين، حتى لو أحيط بأسوار من الحراس، وهذا حال الوزير الصهيوني البائد زئيفي، وهذا يقودنا للربط الضروري بين العملية وقرار الجبهة الواضح بالرد، فالرد لم يكون فقط على استشهاد أبو علي في الطريق الذي اختاره، ولكن أيضاً على الرهان الصهيوني الواهم بإمكانية قهر شعب فلسطين وإجباره على الاستسلام، الرد كان تجسيداً أميناً لكل ما مثله الشهيد أبو علي من قيم ومبادئ ودور ونهج.
لا مساومة على الثوابت هذا نهج أبو علي الشهيد العظيم، ولم تساوم الجبهة ورفاق أبو علي على دماء الرفيق الشهيد، ولم تتردد لحظة واحدة في القرار بالرد والمضي قدماً وبزخم أكبر في طريق المقاومة.
عمليات الاغتيال التي ينفذها الصهاينة تهدف بوضوح إلى منع الانسان الفلسطيني من التفكير في مقاومة عدوه، ورد الجبهة كان واضحاً أنها ستقاتل هذا العدو وستطال رؤوس منظومته المجرمة.
بعد 16 عام على العملية، شعب فلسطين وأنصاره حول العالم لم ينسوا هذه الإرادة ويحتفون بها كل عام، ليس احتفاء بالجبهة كحزب ثوري مقاتل يكيل الضربات للعدو الصهيوني، ولكن احتفاء بإرادة القتال والاستمرار لدى شعب فلسطين التي عبرت عنها الجبهة بهذه العملية خير تعبير.
اليوم ورغم كل التبدل والتغيرات في المواقف الإقليمية والتصعيد المستمر في الجرائم الصهيونية، واستمرار الدعم الغربي للمشروع الصهيوني، لا زالت الرسالة ذاتها حول موقف فلسطين وشعبها، بها سطور عن انتفاضة شعب ستستمر رغم أنف الغزاة والمتخاذلين، وعن جيل تربى على سيرة الشهيد القائد أبو علي مصطفى، والأسير القائد الأمين العام أحمد سعدات، وعن مجموعة من الأبطال الذين لبوا نداء الوطن وزرعوا رصاصاتهم في جسد المشروع الصهيوني وفي رأس وزيره.
فلسطين لم تستسلم ولن تستسلم، شعبها يقول ذلك بوضوح كل يوم، الجبهة لا زالت صامدة ومعها كل الشرفاء من هذا الشعب، ونداء الرد الدائم الذي لم يكتمل بعد على وجود هذا المشروع الصهيوني لم ينتهي، وصوت الانتفاضة سيرتفع عالياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق