في حوار خاص من الصحراء الغربية.. الفيلالي: الجبهة الشعبية كانت خير داعمٍ لثورتنا
في حوار خاص من الصحراء الغربية.. الفيلالي: الجبهة الشعبية كانت خير داعمٍ لثورتنا
خمسون عاماً مرت على انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السنديانة الفلسطينية المستمرة في العطاء والنضال والكفاح الوطني والاجتماعي متعدد الأشكال والأوجه، إلى جانب الجماهير والتجمعات داخل الوطن الفلسطيني المُحتل، وفي مواقع اللجوء والمهاجر القسرية.
وبمُناسبة اليوبيل الذهبي لهذه السنديانة، أجرتبوابة الهدف مجموعة من الحوارات الخاصة، تحدثت خلالها مع مجموعة من الشخصيات اليسارية التقدمية في بلداننا العربية. وفي هذا الحوار، نتحدث مع المقاتل الصحراوي سعيد الفيلالي، رفيق منظّر الثورة الصحراوية ومفجرها الولي مصطفى السيد.
وبدأ الفيلالي بتوجيه التحيّة إلى "الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تحية عربية، تحية نضالية ثورية مؤمنة بحتمية انتصار الشعوب، وعودة الحق إلى أصحابه".
وقال الفيلالي خلال الحديث، أن ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية هي "مناسبة عزيزة على قلوبنا في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحبيبة، خاصة ما تمثله من رمزية الصمود والنضال والعطاء الفذ اللامتناهي والاستمرار على نهج الشهداء".
وتحدّث بعد ذلك عن المسيرة النضالية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اذ قال: "تقييمي للمسيرة النضالية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يدفعني إلى استحضار الأحداث التي أحاطت بتلك اللحظة التاريخية وما تلا ذلك من محطات بارزة في مسيرة الكفاح التحرري العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص والدور البارز الذي لعبته الجبهة الشعبية وما عرفت به من موافق مشرفة، حيث لم تتآمر ولم تتخاذل ولم تتقاعس وما بدلت تبديلا. قدم أبناؤها قادة ومناضلين مثال في التضحية والفداء مثلما ظلوا نبراساً للملمة الصف والحفاظ على الوحدة مع التمسك بالخط الثوري العروبي ومشروعه المقاوم المبني على المشتركات العربية الجامعة".
وعن طبيعة علاقة الجبهة الشعبية بحركات التحرر في المغرب العربي، يكمل المقاتل الصحراوي حديثه بالقول: "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فصيل ثوري عربي ناضج عرف كيف يربط علاقاته مع كل قوى التحرر في العالم، والمغرب العربي كبقية أجزاء الساحة العربية فيه قوى تقدمية ثورية كما فيه غيرها، وميزة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها لم تكن يوماً عامل فرقة أو تباعد، بل استطاعت أن تمد جسور التواصل مع كل من يناصر كفاح الشعب الفلسطيني. خاصة القوى الثورية المغاربية وعلى رأسها ثورة الجزائر المجيدة التي قادت كفاحاً عظيماً ضد الاستعمار الفرنسي وانتصرت عليه بل وجعلته يسلم باستقلال بقية البلدان المغاربية والإفريقية".
أمّا عن علاقة حكيم الثورة جورج حبش بجبهة البوليساريو، وعن لقاءه بالولي مصطفى السيد مؤسس "البوليساريو"، تابع الفيلالي "الشهيد الدكتور جورج حبش كان شخصية فذة وأب من آباء النضال العربي، من أوائل من آمنوا بالثورة العربية في الساقية الحمراء ووادي الذهب (الصحراء الغربية)، وفتح مكتبه لاستقبال مفجر تلك الثورة ومد له يد المساندة والعون. حصل اللقاء في بيروت في أواخر 1972 قبيل اندلاع الثورة الصحراوية بأشهر، حيث كان الشهيد الولي يهيئ مع رفاقه لذلك وكانت بيروت كغيرها من العواصم العربية التي جاءها الصحراويون بحثاً عن العون فيما هم مقبلون عليه، فكانت هناك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان هناك الحكيم، الدكتور جورج حبش هامة النضال الفلسطيني والعربي، داعماً وناصحاً أميناً".
وتطرق بعد ذلك للحديث عن مرحلة ما بعد استشهاد الولي مصطفى السيد في معركة نواكشوط سنة 1976، وزيارة الحكيم جورج حبش مخيمات اللاجئين الصحراويين سنة 1979، اذ أضاف بالقول: "مثلما أسلفت، الحكيم حبش، لا يمكن تعداد مناقبه في عجالة، أثر المصاب الجلل المتمثل في استشهاد المؤسس الأمين العام لجبهة البوليساريو أي (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب)، أبى الحكيم إلا أن يجدد التأكيد على الطينة التي هو منها، طينة الوفاء والصدق والإخلاص، فقاد وفداً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليشد على يد رفاق الدرب، رفاق السلاح، وليقول لهم: نحن هنا، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقوى الحية الفلسطينية معكم في كفاحكم حتى النصر، مصابكم مصابنا، قال ذلك في مخيم اللاجئين ليمسح دموع الأيتام ويخفف من حزن شعب هو مؤمن بثورته وبانتصاره".
وعن تقييمه لعلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد 50 عاماً على التأسيس، وجبهة البوليساريو، وهل هناك علاقات تنسيق اليوم بين الجبهتين، ردّ بالتأكيد على "علاقات نضال ثورية مبنية على نهج سليم نابع من الحق في الوجود لمواجهة استعمارين يستقويان ببعضهما وينتهجان نفس الأساليب الوحشية من تمييز عنصري واضطهاد وقمع وبنيا جداري فصل عنصري لابتلاع الأرض واستنزاف ثرواتها. والجبهتين مستمرتين في التكاتف والتحالف وتنسيقهما متواصل بتواصل النضال والمقاومة لأن الأهداف التي أنشئ كلاهما من أجلها لم تتحقق بعد".
كما وأكدّ الفيلالي على أن "التنسيق بين الجبهتين قائم ومتواصل لمواجهة كل المؤامرات التي تستهدف طموح وتطلعات شعوبنا العربية في التحرر والانعتاق".
وختم ابن الصحراء الغربية، حديثه مع "بوابة الهدف"، بالقول "تحية صادقة من القلب للشعب الفلسطيني العظيم ولأبطاله المقاومين نساءً ورجالاً وأطفالاً، تحية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قادة وكوادر ومناضلين، وأبشرهم بأن شعبهم في الصحراء الغربية مستمر في نضاله ومستميت في كفاحه تحت لواء رائدة كفاحه التحريري الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو)".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق